Site icon IMLebanon

الاحزاب تعيد قراءة «انهيارها»

لا شك ان حراك الشارع تحت شعارات «طلعت ريحتكم» و«بدنا نحاسب» وعلى الرغم من بعض التسييس في محطات معينة الى اعمال الشغب والاعتداء على الممتلكات العامة فإنه اصاب في الطبقة السياسية مقتلا ووضع مسارا جديدا في الحياة السياسية حيث تاهت الاحزاب وغرقت في جنات السلطة لسنوات طويلة على حد قول مصادر متابعة وخصوصا ان العتب والمسؤولية يقعان على عاتق الاحزاب التاريخية التي حملت شعار المحاسبة ومكافحة الفساد ومن اين لك هذا وقادت الحركات الطلابية والنقابية وكان لها باع طويل في هذا الكار، ما يعني انه على رؤساء وقادة هذه الاحزاب اعادة قراءة اخطاء المرحلة السابقة والارتكابات التي غرق بها من دخل السلطة والمؤسسات الرسمية قبل ان تضمحل هذه الاحزاب وتسقط في الشارع.

ويلاحظ وفق المصادر بأن المحازبين في هذا الحزب وذاك بدأوا يعيدون حساباتهم وسط قرف لا مثيل له لما وصلوا اليه من فساد وتدخل مما يؤشر الى مسقوط مدو.

الامر الذي تشير اليه المصادر المذكورة التي تعتقد انه يرتقب ان تحصل نفضه هذه الاحزاب قبل خراب البصرة حيث الصرخة طالعة والناس قاشعة لما يقوم به البعض ممن اصبحوا من الاثرياء بفعل جنة السلطة ولهذه الغاية فإن حراك الشارع بدأ يعطي «ميني» ثماره خلافا للاعتقاد السائد بأن الاحزاب هي التي تحشد وبامكانها ان تفعل ما تشاء دون حسيب ورقيب.

ولكن وامام هذه الوقائع تؤكد المصادر عينها انه وعلى الرغم من التظاهرات وكل هذا الحراك، فثمة اجواء تؤكد ان الحكومة باقية ولن تسقط وهذا ما تبدى بوضوح من صولات وجولات بعض السفراء وتحديدا السفير الاميركي دايفيد هـيل الذي يؤكد امـام اصدقائه بما معناه يجب اعـادة النـظر في الاداء السياسي لكثـير من القـوى والاحزاب والتـيارات السياسية وبالمقابل يشير الى ان ادارة بلاده تعمل لدعم لبنان وترى وجوب بقاء الحكومة لجملة اعتبـارات وظـروف تقتضـيها المرحلـة الراهـنة حيث سقوط الحكومة يولد الفوضى العارمة وربما اكثر من ذلك بكثير، وتكشف المصادر بأن التظاهرات الاخيرة اظهرت ان هناك نقاوة ومصداقية عبر بعض المجتمع المدني من اجل رفض هذا الواقع المزري.

وتعتقد الاوساط المذكورة ان الظروف المحيطة بلبنان اقليميا ولا سيما الحروب المشتعلة حوله والفراغ الرئاسي فهذا المعطى يدفع بدول اقليمية وغربية الى بقاء الحكومة وعدم اسقاطها رغم اهتزازها ورقصها على حافة الهاوية والشوار.