IMLebanon

شراكة لا تفرّد!!

سؤال أساسي: هل راجعت الكتل النيابية والسياسية، مواقفها مما حدث يوم الخميس، أم انها أطلقت آراءها، وعبّرت عنها بصلابة أو بطلاوة.

ليس مطلوباً الآن، القول من أخطأ ومن أصاب، ومن أجاد في مواقفه، وأصاب أو أخفق.

والحساب الآن غير مُجد.

والمساءلة مطلوبة والمناكفة مرفوضة.

إلاّ أن لكل فريق سياسي، رأياً في معظم ما حصل، ومناقشة لكل ما جرى.

والمساءلة في كل ما حدث، من بديهيات الأمور، لا من طبائع الأشخاص.

وهذا، هو مبرّر ما ذهب اليه الرؤساء ميشال عون، وسعد الحريري، وتمام سلام ونجيب ميقاتي، في مواقفهم، والآراء.

ورئيس تكتل التغيير لوّح ب الفيدرالية من دون أن يتبناها.

والرئيس سعد الحريري، ترك موقفه الصارم من الأحداث، لكنه سارع الى التأكيد، بأن الأبواب ليست مقفلة، في وجه أي مخرج واقعي لموضوع الرئاسة.

وقال بصوتٍ عالٍ: لا فيتو على أي اسم.

صحيح، انه لم يلفظ اسم العماد عون، لكنه قال بسرعة، ان الرئيس تمام سلام حسناً فعل بحماية الركن الأخير من السلطة التنفيذية.

وزعيم المصيطبة ورئيس مجلس الوزراء سبقه الى القول ان المرشح المطلوب تزكيته للرئاسة الأولى، يجب أن يكون مطلوباً من الجميع، ولا اعتراض عليه من أحد.

ولم يفعل، كما تسرّع باعلانه، بعض نجوم تيار المستقبل، برفضهم السريع لاسم العماد عون.

ربما، في خضم الحوار، ينبغي للجميع البدء بالرفض، لأن هذه النتيجة تصدر في آخر المطاف، لا عند تواصل الحوار.

صحيح، ان الرئيس نجيب ميقاتي تسرّع في اعلان تضامنه مع الرئيس تمام سلام، وكأنه يريد تبييض وجهه، لدى الطائفة السنّية الكريمة، لكنه لم يربح أحداً منها، لأنهم أصلاً ضدّه، من يوم قبل باطاحة الرئيس سعد الحريري، وهو على أبواب البيت الأبيض الأميركي، وشلّحه رئاسة الحكومة وتحالف في سبيل ذلك مع أنداده.

من هنا فان محور الأزمة، تبديد الظنون، بأن الحقبة لا تسمح ب الانحياز السنّي ولا بالابتعاد عن الانحياز الى الشيعة بل تتطلب مواقف تتجاوز عقدة المارونية السياسية منذ خمسين عاماً على الأقل.

من هنا حرص الرئيس نبيه بري، على جمع أركان من حزب الله ومن تيار المستقبل في عين التينة، ليؤكد ان التباينات الصارمة، من الأحداث السورية، لا تبرّر الانفصام بين تيارين، لا بد من توافقهما، على أي حلّ، حين يصبح حلاً.

ولولا، هذه الارادة، لما نشأ الحوار بين الحزب والتيار، وبينهما أكبر تهمة تتعلق باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

صحيح أيضاً ان تمام سلام خرج من المعمعة بوزن سياسي كبير، لكن القصة تتطلب درساً دقيقاً، للمراحل التي بلغتها مرحلة التشاور والمشاركة بين أفرقاء الأزمة.

وثمة من بادر الى تأييد سلام نكاية بعون وأنصاره، وهؤلاء هم نجوم الفساد في البلد، ورموز العهر السياسي على مدى حقبات.

كان الأستاذ علي بزي يقول للرئيس فؤاد شهاب في حقبة الستينات، انه عندما يتهافت سياسيو المراحل الصغيرة على تبييض الوجوه، كشعار سياسي تسقط احتمالات التحرر من الفساد وتزداد الأخطاء، والوطن لا يعيش بالأخطاء ولا يسود فيه الصلاح والاصلاح.

وطبعاً، فان منطق الشراكة، لا التفرّد هو الذي تعلو به الأوطان.