منذ سنوات، وأنتم تدفعون ثمن وعود كاذبة وشعارات فارغة. يدّعون أنّهم يحاربون لأجلكم ويضمنون لكم الكرامة، لكن ما الذي جنيتم غير الألم والخراب من ادعاءاتهم الكاذبة؟
المعاناة التي عرفها لبنان في السنوات الأربعين الماضية، دفعنا ثمنها وحدنا، نحن وأنتم.
أبناؤكم قُتلوا في حروب عبثية لا تخصّكم، وأبناؤنا هاجروا نتيجة الفقر الذي تسببت به هذه الحروب.
قراكم التي دُمّرت وبيوتكم التي سُويت بالأرض، من سيبنيها لكم.
الفقر والبطالة دمّرا حياتكم ومستقبلكم.
لقد خلقوا لكم عداوات في كل مكان، من سوريا إلى سائر العالم العربي وعلى المستوى الدولي، جرّوكم إلى عزلة لا ذنب لكم فيها.
كلّ هذا بينما قيادات “حزب الله” وأسيادهم في إيران يراكمون المكاسب على حساب دمائكم وأرزاقكم، وفيما كانوا هم بأماكن آمنة جرى تشريدكم وترككم.
إلى من ربطوا مصالحهم بالحزب:
ربما ظننتم أنّ الحزب يضمن مصالحكم وأمنكم، لكن الحقيقة عكس ذلك.
سلاحه في بيوتكم جلب لكم الخطر، لا الأمان، كما جلب لكم الدمار.
اقتصادكم دُمّر، واستقراركم زال.
هل بقي لديكم شكّ في أنّ الدولة اللبنانية وحدها، بجيشها ومؤسساتها، هي الضامن الحقيقي لأمنكم وكرامتكم؟
إلى أبواق حزب الله وبقاياه:
كفاكم كذبًا وتزييفًا. كفاكم تحويل الهزائم إلى “انتصارات وهمية” لم يعد يصدقها أحد.
ماذا تقولون لأمٍّ فقدت ابنها؟
إلى متى تخدعونها بآيات وشعارات فارغة بينما قلبها يحترق يوميًا، وتتآكل حياتها من المعاناة؟
أين أنتم من الفقر والجوع الذي يفتك بالناس؟ أنتم تعاملون بيئتكم ليس كأبناء ترعونهم، بل كعبيد تُسيّرونهم وتضحّون بهم عند الحاجة، بينما تعيشون أنتم في ترف واستعلاء.
نداء إلى أهلنا وأحبائنا:
أنتم أبناء هذا الوطن، لستم أدوات في أيدي مجرمين يحوّلونكم إلى دروع بشرية ووقود لحروبهم القذرة. أنتم وأولادكم لستم حطبًا لمحرقتهم. أنتم أقوى من أن تختطفوا وأكرم من أن تُستغلّوا.
حرّروا أنفسكم.
الجيش اللبناني والدولة هما ملاذكم، لا ميليشيا استغلّتكم وحوّلت حياتكم وحياتنا إلى مأساة.
لا تظلموا أنفسكم بعد الآن، وإلا أصبحتم مجرمين بحق أبنائكم وأحبّائكم.
لا تسمحوا لهم بأن يواصلوا هذا الاغتصاب الاجتماعي والسياسي.
لبنان أولًا، لبنان فقط.
حان الوقت لأن تنضموا إلينا، لكي نبني هذا الوطن معًا لأجلنا جميعًا ولأجل أولادنا.