IMLebanon

الحزب «المفتون» بفتنة.. «داعش»

 

يبدو «حزب الله» في الآونة الأخيرة «مفتوناً» بالحديث عن «الفتنة». هو لا شكّ معجب بها منذ العام 2005 وما تلاه من أحداث خصوصاً في العام 2008. في الواقع إن بين الحزب والفتنة قصة «عيش مشترك»، فما الفائدة من الالتزام بالعيش المشترك بين اللبنانيين احتراماً للدستور اللبناني، ولمَ على الحزب أن يتقيّد بالدستور الذي يأسر حركته ويحدّ من نشاطه في الداخل والخارج!

لا «جمرك» على الكلام، فالعبرة في التطبيق خصوصاً إذا ما تناقض تناقضاً تاماً مع التصريحات. ولمن يعود الفضل في استمرار «حزب الله» وسلاحه في جرّ لبنان نحو الحرب إلا للفتنة وأخواتها؟ السلاح غير الشرعي هو من أدوات الفتنة.. التخريب هو إحدى وسائلها.. بث الذعر في نفوس اللبنانيين ثم تهديد الشعب السوري في عقر داره هو بابها.. والقتل والقمع والتشريد والإبادة والتهجير والاستفزاز والتحريض أساليب تأتي في قائمة الأهداف الفتنوية.

يقول عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين الموسوي إن «المجموعات التكفيرية المقيمة احتلالاً واغتصاباً في جرد عرسال تنصب فخّ الفتنة في لبنان». فهل يمكن اعتبار الفتنة فخّاً بعدما صارت أدواتها ووسائلها وأساليبها معروفة؟ إزاء الأحداث التي مرّ بها لبنان، اكتسب اللبنانيون خبرة في «فخاخ» الفتنة، حتى بات لها وجه قبيح وجسد من دون روح، وبهذا فإن الفتنة أبعد ما تكون عن الفخّ، بل أقرب إلى الفجوة التي تكبر وتتوسّع وتتمدّد بفعل الحروب المفتعلة وانكشاف حدود الوطن على الجيران.

ويعود تاريخ الفتنة «المجيد» إلى يوم 8 آذار 2005، حينها جمع «حزب الله» بيئته الحاضنة وما لفّ لفيفها من سوريين بعثيين وحلفاء أسديين في حضنه في ساحة رياض الصلح وصرخوا «شكراً سوريا».. إن لم يشعر «حزب الله» حينها، بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بأنه سيتحمّل مسؤولية الانقسام العمودي الذي حلّ بلبنان، فمن سيؤرق «سُباته الفتنوي» اليوم؟

وكان تاريخ 7 أيار 2008 يوماً «مجيداً» آخر يُضاف إلى روزنامة الحزب.. فتنة في الشارع، في زواريب العاصمة بيروت، نقمة وانتقاماً وصولاً إلى الجبل. وأما الفتنة في سوريا فـ«نصر إلهي» يُسجّل للسلاح غير الشرعي، «أمجاد» الفتنة تتوسّع، لبنان شبع فتنة ومفتنين، والنتائج فيه كانت مرضية فواصلت طريقها من بيروت الى دمشق، يغذّيها الحزب، يرويها دماءً ويزرعها جثث الشباب. 

حزب بنى أمجاده على الفتن، لم يرأف بالأطفال والنساء والرجال والشيوخ، على الرغم من أنه يشكّل قوة عسكرية وسياسية كبرى لا تضاهيها قوة في المنطقة، ذلك لم يكن حافزاً ليقوم بعملية إنقاذية، لم يستمع ولو مرة إلى شركائه في الوطن الذين عملوا سياسياً وديبلوماسياً على وأد الفتنة واحتضان الشارع اللبناني بخطاب هادئ ومتوازن ومنطقي، واللبنانيون رأوا الفتنة بأم أعينهم فكيف بهم أن ينجرّوا إليها؟ إنه الوعي الذي يتحلّى به.

ويعطي الموسوي توصيفاً لما يجري قائلاً: «إننا أمام عصابات تكفيرية لا تتقن إلا لغة الذبح والمال والخطف وتريد إيصال البلاد والعباد الى مزالق خطرة». وماذا فعل «حزب الله» إزاء هذا الواقع؟ هل عمل على تهدئة الشارع وكَفَّ عن القتال الى جانب النظام السوري؟ هل بحث عن الفعل ليفسّر ردّود الفعل؟ أم صبّ زيتاً على النار فاشتعلت المنطقة بأكملها بينما تعمل غالبية الدول العربية ومنها لبنان على مواصلة جهود التهدئة؟!

لم ينزلق لبنان الى هاوية الفتنة مع ظهور الجماعات التكفيرية.. لا. لسبب واحد وهو أن سبب الفتنة لبناني الجنسية، إيراني الهوى، فتنة متواصلة، تقدّم عروضها في كل مكان، ومَن منهم شاهِد عليها لم يعترف بها ولا أَشفَقَ الممثّلون على طائفتهم فكيف لهم أن يشفقوا على شركائهم؟!