تسارع الاحداث المتصلة بالحل السوري في الفترة الممتدة حتى آب المقبل ترافق في الايام الماضية مع حدثين لا يمكن فصلهما عن الميدان السوري هما إعلان إيران إرسال لواء من “القوات الخاصة” في جيشها النظامي الى سوريا، ووقف ادارة قمر نايل سات المصرية بث قناةِ “المنار” التي دعت المشاهدين لالتقاطِ البث على القمر الروسي.
بالنسبة للحدث الاول، أعلن في طهران معاون التنسيق والعمليات في القوة البرية التابعة للجيش الايراني علي آراستة ان اللواء 65 من القوات الخاصة في الجيش الايراني “استقر” في سوريا لتقديم الاستشارات العسكرية لجيش النظام السوري. وهذه هي المرة الاولى كما تقول “الحياة”، التي يتم الاعلان فيها عن إرسال عناصر من الجيش الايراني ومن “القوات الخاصة الممتازة” الى سوريا بعدما كانت الاعلانات الرسمية الايرانية في السابق تقتصر على الحديث عن “مستشارين” من قوات الحرس الثوري وتحديدا “فيلق القدس” بقيادة الجنرال قاسم سليماني. وخارج ما ذكرته صحيفة “الحياة” كان لافتا ان المواقع الاعلامية الايرانية الرئيسية من وكالات أنباء وصحف لم تبرز هذا الحدث لاسيما باللغة العربية. فيما تحدثت مصادر مواكبة للتحرك الروسي في شأن الحل السوري أن موسكو طلبت من طهران أن تكون هناك قوة عسكرية إيرانية تضمن إحترام وقف إطلاق النار الذي بدأ العمل به قبل أسابيع لمواكبة الحل في سوريا مما يعني ان قوات سليماني ليست مؤهلة للاضطلاع بهذا الدور حاليا.
الحدث الثاني الذي تمثل بوقف قمر نايل سات المصري بث قناة “المنار” أثار ردود فعل وتكهنات عدة وهي مستمرة حتى الان. لكن ما بقي في دائرة الاهتمام هو التطور في الموقف المصري من “حزب الله” بعد مرحلة من هدوء في العلاقات مع الحزب مقابل تشدد عربي ودولي في التعامل معه. وعلى رغم وجاهة القول ان زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الحالية لمصر كانت سببا بارزا لوقف بث “المنار” عبر القمر الصناعي المصري لإن القناة تمثل أبرز أدوات التحريض الإيرانية ضد المملكة لكن هذا لا يقفل البحث عن أسباب أخرى تتصل بما يجري من تحضيره لحلول أبرزها مشاركة مصر نفسها في التدخل العسكري البري في سوريا عندما يزفّ الحل السوري.
هل يمكن في هذا السياق قراءة ما قاله امس رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني أن أوضاع المنطقة “ستتحسن”مؤكدا” أن الحراك السياسي لحل الأزمات… في سوريا والبحرين واليمن سيكون أكثر جدية”؟
الاشهر المقبلة تعتبرها موسكو معقّدة وفق ما نقله زوارها اللبنانيون أخيرا لكن تلوح في أفقها حلول قد لا يكون لبنان بعيدا عنها. ولم يكن قليل الشأن الوثيقة التي أصدرها زعماء من الطائفة العلوية في سوريا، وأوردتها الـ”بي بي سي” على موقعها الالكتروني، وفيها تنصل من نظام بشار الاسد. لذا يصح القول: في زمن الحلول أيضا إحفظ رأسك.