IMLebanon

لقاء حزبي – سياسي موسع: هذه قصته ورسائله

 

بينما يخوض “حزب الله” بكل طاقته المواجهة العسكرية مع العدو الإسرائيلي على كل المستويات الميدانية، يستعد حلفاؤه لحراك داخلي يندرج في سياق الإسناد السياسي للمقاومة وتحصين صفوف الفريق الداعم لها، على قاعدة: “نحن هنا”.

بعد تعرّض “حزب الله” لضربات إسرائيلية قاسية بين 17 و27 أيلول الماضي، كان أقساها وأقصاها اغتيال السيد حسن نصرالله، وصلت “الهزّات الارتدادية” لتلك الصدمة إلى القوى الحليفة للحزب، ولو بنسب متفاوتة، خصوصاً انّ السيد الشهيد كان محور هذا الفريق وصمّام أمانه، وبالتالي فإنّ خسارته أرخت بثقلها على كل حلفائه وداعميه، قبل أن يعاود هؤلاء التقاط الأنفاس والخروج المتدرج من وطأة الحدث الدراماتيكي.

 

والأكيد، أنّ صمود الحزب ونجاحه في إعادة ترميم صفوفه وقدراته بسرعة، ساهما في انتعاش الحلفاء والأصدقاء مجدداً، وإعطاء قوة دفع لهم، خصوصاً بعدما شعروا بأنّ خصومهم في الداخل يندفعون نحو استثمار اللحظة لمحاولة تعديل التوازنات السياسية على وقع الحرب، مع ما يمكن أن يرتبه ذلك من خلل في المعادلات الناظمة للوضع اللبناني منذ عقود.

وعلى قاعدة الانتقال من الدفاع إلى الهجوم وتجديد حيوية الحضور والدور، بدأ منذ نحو أسبوعين البحث في فكرة عقد لقاء حزبي – سياسي، يواكب تحدّيات المرحلة الراهنة، ويتصدّى لها بالموقف اللازم، إلى أن استقرّ الرأي في نهاية المطاف على أن يتداعى عدد من “الأحزاب الوطنية والشخصيات المستقلة” إلى عقد اجتماع موسع بعنوان “اللقاء الوطني من أجل لبنان”، عند الثانية بعد ظهر غد الجمعة في الاونيسكو، “استنكاراً للعدوان الإسرائيلي، وتعبيراً عن التضامن مع الشعب اللبناني”.

وستشارك في لقاء “لمّ الشمل” مجموعة كبيرة من القوى الحزبية والشخصيات السياسية التي تلتقي حول تأييد خيار المقاومة، فيما ذهب أحد المنظمين إلى اعتبار المشهد المرتقب أقرب في رمزيته إلى “نيو 8 آذار”، من دون أن يعني ذلك انّه سينبثق عنه أي إطار تنظيمي او سيكون مدخلاً لإعادة إحياء الطبعة القديمة من اصطفاف 8 و 14 آذار، مع الإشارة إلى انّ “التيار الوطني الحر” لن يشارك في هذه الفعالية.

ويرمي اللقاء وفق أحد المساهمين في التحضيرات له، إلى الآتي:

ـ الوقوف إلى جانب المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتظهير أكبر التفاف وطني حولها في المعركة المفصلية التي تخوضها.

ـ المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة فوراً.

ـ تأكيد الحرص على الوحدة الوطنية، خصوصاً انّها تشكّل أحد أهم الأسلحة في الحرب ضدّ الكيان الإسرائيلي، والتشديد على التمسك باتفاق الطائف.

ـ تظهير نموذج مختلف في الشكل والمضمون عن لقاء معراب 1 و 2.

ـ استعادة المبادرة السياسية وتأكيد جهوزية القوى والشخصيات المشارِكة لتحّمل مسؤولياتها وحماية خياراتها بلا أي تردّد او تهاون.

ويُفترض أن يصدر عن اللقاء بيان ختامي يلحظ الثوابت الأساسية التي تشكّل قاسماً مشتركاً بين الحاضرين.