أهداف حزب الله من استقدام النفط الإيراني تتجاوز التحسُّس مع معاناة اللبنانيين
لم تخفِ الاطلالات الاعلامية المتواصلة للامين العام لحزب الله حسن نصرالله،للترويج لجلب بواخر النفط الايراني الى لبنان،وما ضمنها من تهديدات وتهويلات لإسرائيل، في حال التعرض لها،الاهداف الحقيقية المتوخاة منها داخليا وخارجيا، لاسيما بعدما لم تستطع هذه البواخر،من الرسو في الموانئ اللبنانية، لاعتبارات وموانع عديدة ،وتم تحويلها الى المرافىء السورية، على أن يتم نقل حمولتها او بعضها الى داخل الاراضي اللبنانية، عبر معابر، يسيطر عليها الحزب.
اكثر من هدف،يحاول حزب الله تحقيقه،جراء استقدام بواخر النفط الايراني،أولها امتصاص نقمة اللبنانيين وجمهوره تحديدا من تفاعلات الازمة، وتقديم نفسه بأنه يتحسس معاناة الناس ويريد التخفيف عنهم ،في حين يتذكر كل اللبنانيين مقولة نصرالله الشهيرة بأن بيئته محصنة، ولن تتأثر بتداعيات الأزمة، لانها تتلقى المساعدات المالية من ايران.ثانيا،التملص من مسؤولية تدهورالأوضاع والانهيار الذي اصاب الدولة جراء تغطيته المستميتة لسياسات وممارسات حليفه، رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره السياسي، وامعانه في تعطيل كل محاولات تشكيل الحكومة، منذ طرح المبادرة الفرنسية، بشكل مباشر ،او من خلال التغاضي عن التعطيل المتعمد الذي يمارسه حليفه، عون لتشكيل الحكومة الجديدة،لتلاقي اهدافهما معا،كل حسب مصالحه السياسية وارتباطاته الخارجية.
وثالث هذه الاهداف،التغطية على تداعيات الاخفاقات التي مني بها الحزب في الاونة الاخيرة وخصوصا،الرفض الذي جوبه به من قبل اهالي شويا بالجنوب،لدى اطلاقه الصواريخ مباشرة على مواقع لقوات الاحتلال الإسرائيلي،وما تسببت به هذه الواقعة من تداعيات سلبية واهتزاز بسمعة الحزب،وقبلها احداث منطقة خلدة وتفاعلاتهاالسلبية.
حرص على التملُّص من مسؤولية تدهور الوضع والانهيار الذي أصاب الدولة
ورابع هذه الاهداف، محاولة جس النبض لدخول الحزب، شريكا تجاريا في سوق المحروقات اللبناني، من خلال رجال اعمال وتجار يعملون لحسابه.
ويبقى الهدف الاساس،وهو الظهور بمظهر اللاعب الأساس في لبنان والمنطقة، لتبرير احتفاظه بسلاحه الايراني غير الشرعي، وتغطية استقدام بواخر النفط، بإطلاق سلسلة من التهديدات والتهويل ضد إسرائيل،في حال تعرضت لها،بينما يبدو جليا،ان الاهداف المتوخاة، ليس مايعلنه الحزب علنا، وانما في اماكن اخرى،باتت مكشوفة،لاسيما،بعد تغاضي إسرائيل والولايات المتحدة عن مرور هذه البواخر، لارتباطها بالمساومات الجارية حول الصفقة المحتملة بين ايران والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها،حول الملف النووي الايراني.
ويبقى ان خطوة حزب الله، باستقدام بواخر النفط الايراني الى لبنان عبر البوابة السورية، بمعزل عن طلب او موافقة الحكومة اللبنانية،يؤكد امعان الحزب، بتجاوز الدستور والقوانين اللبنانية، وتهديد أمن ووحدة الدولة ،برغم كل عناوين وظواهر التحسس بمعاناة وآلام الناس، ويزيد من النقمة على وجود سلاحه غير الشرعي، ويوسع الشرخ القائم بينه وبين معظم مكونات الشعب اللبناني.