Site icon IMLebanon

الممر الإلزامي

رغم انشغال الوسط السياسي بتوقيف الشيخ السلفي أحمد الأسير في مطار رفيق الحريري حيث كان يحاول مغادرة لبنان هرباً من وجه العدالة التي تلاحقه بتهمة الاعتداء على الجيش وقتل عدد من جنوده، ما زالت هذه الأوساط منشغلة بالمواقف الداخلية التي اطلقها أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله في خطابه يوم الجمعة الفائت ولا سيما منها تركيزه على المشاركة في السلطة بين جميع المكونات اللبنانية وعدم افتئات طائفة منها على حقوق طائفة أخرى وموقفه من الانتخابات الرئاسية وتشديده على ان حليفه العماد ميشال عون هو الممر الأساسي لهذه الانتخابات، وماذا يقصد الأمين العام من هذين الموقفين؟.

البعض من السياسيين ومن المعارضين لسياسات السيّد الداخلية وهم يتهمون بالوقوف وراء العماد عون وتحريضه على تعطيل الدولة وليس فقط على تعطيل الانتخابات الرئاسية ثمنوا هذه المواقف ووصفوها بأنها تحول نوعي عند الأمين العام لحزب الله من شأنها أن تفتح باب الحوار بين الأطراف اللبنانية كافة من أجل الوصول إلى تفاهم وتوافق على انتخاب رئيس يسد الفراغ الحاصل ويعيد انتظام المؤسسات المشلولة وتفعيل عملها ومما يتيح إعادة فتح ملف المشاركة بين الطوائف المطروح من قبل العماد عون بالتزامن مع البدء في تطبيق اتفاق الطائف ومعرفة الخلل فيه بعد حال النظام السوري خلال وصايته المطبقة دون هذا التطبيق.

فالأمين العام لحزب الله فتح بقوله ان العماد عون هو ممر إلزامي لرئاسة الجمهورية ثغرة في الجدار الرئاسي المسدود لأنه بهذا الطرح تخلى عن طرحه السابق الذي يقول بأن لا رئيس الا العماد عون ولا انتخابات رئاسية إلا إذا كان العماد هو الرئيس المنتخب وقبل بأن يكون رئيس التيار البرتقالي أحد الصناع الأساسيين للرئيس المقبل، وهذا أمر لا خلاف عليه مع الفريق الذي يعارض انتخابه رئيساً، والمقصود به تحالف قوى الرابع عشر من آذار والذي أبدى استعداده للتخلي عن مرشحه الدكتور سمير جعجع لمصالح الرئيس التوافقي من منطلق ان طبيعة لبنان وتركيبته ترفض الرئيس التحدي.

أما عن دعوة السيّد للمشاركة الفعلية والتمسك بها كخيار وحيد للاستقرار وانتظام السلطة فهو أيضاً مطلب فريق الرابع عشر من آذار ينادي به دائماً من خلال دعوته إلى تطبيق اتفاق الطائف والتمسك بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين وعدم المس بهذه المعادلة تحت أي ظرف من الظروف.

لكن ثمة سؤالاً يطرحه هذا البعض هل فعلاً كان السيّد تخلى عن مقولة عون أو لا أحد ليكون رئيس التيار البرتقالي أحد الصناع الرئيسيين لرئيس الجمهورية المقبل، أم أنه لا يزال متمسكاً بهذه المقولة، وأن كلامه عن الممر الإلزامي هو نفسه كلامه السابق عن عون أو لا أحد، ويرى ان لا أحد يمكنه الإجابة على هذا السؤال، الا السيّد نفسه وذلك بإعطاء تفسير واضح من خلال المساعدة من موقفه على فتح الباب أمام حوار بنَّاء يكون رئيس التيار البرتقالي أحد أعمدته الرئيسية للتوافق بين القيادات على رئيس مقبول من الجميع بشرط أن لا يكون العماد نفسه.