Site icon IMLebanon

مفتاح Passe-Partout بين طهران والرياض

لافتاً كان المشهد، أمس، في قصر الإليزيه: فالرئيس اللبناني (الماروني) الموعود كان ممدّداً على طاولة التشريح بين «المسيحي» الكاثوليكي  الفرنسي فرانسوا هولاند والمسلم الشيعي روحاني، في حضور ومشاركة اليهودي لوران فابيوس.

لا نعرف ماذا دار من نقاش في هذا اللقاء باستثناء العموميات المتداولة: العلاقات الثنائية الفرنسية – الإيرانية بعد تطبيق الإتفاق النووي خصوصاً في شقه المتعلق برفع العقوبات وما تبعه من إنفتاح غربي كبير على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وعندما نقول إن ملء الفراغ الرئاسي كان مطروحاً على البحث بين الجانبين فلسنا نقصد أنّ معلومات مؤكدة وردتنا من القصر الرئاسي الفرنسي. إنما ننطلق مما هو معروف سلفاً عن رغبة فرنسية متواصلة للإهتمام بلبنان إنطلاقاً من الحرص على دور لم يبق منه إلا القليل النادر. ومَن لا يعرف بالإتصالات التي تولاها موفودون فرنسيون رفيعون؟ خصوصاً في الأشهر السابقة، فقصدوا طهران لبحث الملف الرئاسي اللبناني، وجاء الجواب الإيراني: روحوا ابحثوا الوضع مباشرة مع اللبنانيين وليس معنا، وابحثوه بالذات مع سماحة السيد حسن نصراللّه.

هذا معروف من القاصي والداني. وسماحة السيد ضرب موعداً اليوم الجمعة ليتحدّث في هذا الموضوع الرئاسي من دون جميلة أي وساطة فرنسية كانت أو غير فرنسية.

ونراهن على أنّ مقالات عدة ستصدر اليوم، في غير صحيفة لبنانية يتحدث أصحابها عما دار في لقاء الإليزيه وكأن كاتب (أو كتبة) المقالات كانوا تحت الطاولة أو وراء مقاعد هولاند وروحاني وفابيوس… أو ربما كانوا يشاطرونهم الآراء والأفكار ويشاركونهم في الأبحاث والمقترحات. ولا بأس، فهذا «تقليد» درج عليه البعض ممن لا يمكنهم أن يتخلوا عنه. لدرجة أن بعضهم كان يتحدث عما جرى في أحد اللقاءات الدولية العليا حتى من قبل أن ينتهي… بينما ذهب آخر، ذات زمن، الى كتابة «تحليل» عمّا دار داخل إجتماع كان مقرراً في موسكو، ثم أُلغي… إلاّ أن صاحبنا لم يكن قد بلغه خبر الإلغاء، بينما تبلغه تفاصيل لقاءات دولية… لم تعقد!

والقصة ليست هنا في أي حال، إنما بيت قصيدها في الوضع الرئاسي اللبناني متعثر الإستحقاق… وفي تقديرنا أنّ ذلك مفتاحه في أيدي اللبنانيين أكثر مما هو في باريس بالضرورة والتأكيد. أما المفتاح الأساس المعروف بـ «Passe-Partout» فهو في يدي الرياض وطهران، وبالتوافق.

… ولما كان هذا التوافق بعيداً في المستقبل المنظور (وإن كان ليس مستحيلاً وفق مؤشرات ودلائل جدّية) فإنّ مرحلة الإنتظار اللبناني مرشحة لأن تطول الى ما يتعدى 8 شباط المقبل.

وعلى كل، لنستمع، اليوم، الى سماحة السيد. فلا شك في أنه ممن لديهم الخبر اليقين.