IMLebanon

«باسبور»

 

 

 

الذين حجبوا نفقة انتاج جواز السفر (الباسبور) الجديد عن المديرية العامة للأمن العام ، هل ادركوا مدى الضرر الكبير الذي ألحقوه باللبنانيين عموما ، وليس فقط بهذه المؤسسة الوطنية الناجحة التي حقق مديرها العام اللواء عباس ابراهيم نجاحاتٍ ملموسةً لم تُقتصَر على لبنان وحده ، انما تجاوزته الى بلدان عدة ، اقلُّه من خلال دور الوساطة الذي تولّاه في غير مَهَمةٍ كانت تبدو مستحيلة ، الى ان فكّك خيوطها التي كانت متشابكة جدا .

 

لن نتحدث على صعيد شخصي أو عائلي اذ لحقت  بنا أضرار بيّنة ، كما لحق الكثير منها بالاف اللبنانيين ، لاسيما ما عاناه المنتشرون جراء اشكالات عريضة ، ترتّب على بعضها خسائر موصوفة ، راوحت بين الفروقات المالية لتعديل مواعيد  العودة الى البلدان التي انطلقوا منها ، في عطلة الفطر السعيد ، وبين الخوف من خسارة مواقع ومراكز ومسؤوليات…

 

ولسنا نستوعب القبول بالواقع المدمّر  في لغة النكايات والأحقاد التي تسود الساحة اللبنانية في المجالات كافة … ومن باب أولى أننا لا نستوعب ، ولا نريد أن نفهم ، ما يحفل به الجو السياسي  الموبؤ الذي أوصلتنا اليه الطبقة السياسية العَفِنة ، في معظمها ، التي لا ترعوي عن  اتخاذ أسوأ القرارات بعضها ضدّ البعض الاخر ، بهدف التزريك والنكايات ، من أجل « التمريك» ، ومحاولة تسجيل النقط ، من طرف على الطرف الاخر ، فقط تنفيسا عن أحقاد مزمنة ومصالح ذاتية ، لا حول ولا طَول للمواطن فيها …

 

انه زمن لبناني شنيع يكاد أن  يقضي على اخر نسمة هواء تنعش الناس في هذا اللبنان المغلوب على أمره ، والذي ليس له ولمواطنيه أن يشكوا امورهم الّا الى رب العالمين تبارك وتعالى .

 

… وكان الله في عونهم على هذا الجيل القيادي الهجين الذي اوصلهم الى قعر القعر … وما ان يقولوا : «انتهينا ، فلم يعد تحتنا تحت» (رحم الله رشدي المعلوف) ، حتى تتفتق عبقرية القيادات الهجينة عن حَفرِ قعرٍ وراء قعر ، وتحتٍ وراء تحت ، الى ان يستنفدوا اخر نقطة عافية لدى الناس .