IMLebanon

الراعي في الفاتيكان… الهمّ الرئاسي من باب قضية لبنان

 

 

يحمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هموم لبنان وأزماته إلى كل دول العالم فكيف الحال إذا زار الفاتيكان؟ الأحد الماضي غابت عظة البطريرك الذي كان لا يزال يتابع مهماته اليومية من مقر البطريركية الصيفي في الديمان. سبب ذلك أنه حزم حقائبه وتوجه إلى الفاتيكان حيث يجتمع نحو 218 كاردينالاً ومن ضمنهم الراعي لطرح شؤون رعاياهم وكنائسهم وشجونها، ويُعتبر مجلس الكرادلة من أعلى السلطات الكنسية والذي يجتمع بشكل دوري. ما غاب عن عظته تلك سيحمله معه إلى حيث يتمتع لبنان بموقع خاص ورعاية خاصة في قلب عاصمة الكثلكة في العالم وفي قلب البابا الذي تخلف عن زيارة كانت مقررة إلى لبنان من دون أن يغيب لبنان عنه.

 

وسبق الإجتماع الذي يُعقد حالياً، إجتماع لمجلس الكرادلة عُقد في 21 حزيران الماضي عبر الإنترنت، وشارك فيه إضافةً إلى البابا فرنسيس كل من الكرادلة: أوسكار رودريغيز مارادياغا، رينهارد ماركس، شون باتريك أومالي، أوزفالد غراسياس، فريدولين أمبونغو بيزونغو، بييترو بارولين وجوزيبي بيرتيللو، وتطرّق إلى تطبيق «الدستور الرسولي الجديد» وبعض النواحي التنظيمية والمواضيع المتعلّقة بالاجتماع الذي يُعقد الآن.

 

إذاً، يُشارك الراعي شخصياً في الإجتماع الموسّع الحالي، وعلى رغم أن هذا اللقاء مخصّص لمواضيع كنسية وتنظيمية، إلا أن الراعي لا يفوّت فرصة إلا ويطرح القضية اللبنانية، وهو لهذا الغرض، حضّر معه تقريراً عن الوضع اللبناني عموماً ووضع الكنيسة خصوصاً، إضافةً إلى عرض للأفكار التي يعتبرها البطريرك مدخلاً لحل الأزمة اللبنانية وعلى رأسها الحياد والمؤتمر الدولي الخاص بلبنان.

 

ويستغلّ الراعي لقاءاته مع البابا والمسؤولين في الفاتيكان وعلى رأسهم بارولين، للمطالبة بتحرّك الفاتيكان من أجل انتشال لبنان من أزمته، وهنا يراهن الراعي على دبلوماسية الكرسي الرسولي القادرة على التحرّك في العواصم الفاعلة وعلى رأسها واشنطن وباريس من أجل تأمين دعم دولي يرعى الحلّ السياسي ويؤمّن حياد لبنان الناشط.

 

وتأتي طلبات الراعي من الكرسي الرسولي من أجل المساعدة على عدم وقوع الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية من بوابة معرفته أن هذا الملف مرتبط بسياسات الدول، لذلك يحرص الراعي على أن لا تشكّل بعض الدول النافذة في لبنان عائقاً أمام انتخاب الرئيس الجديد، وذلك من أجل فرض شروطها على الإستحقاق المصيري.

 

وعلى رغم أن هذه الزيارة لسيّد بكركي إلى الفاتيكان ليست خاصة بل إنها تأتي من ضمن إجتماع مجلس الكرادلة، إلا أن الراعي يعرف جيداً أن كلمة لبنان مسموعة في المحافل الدولية، فكيف الحال بالنسبة إلى الفاتيكان؟ لذلك فإن الراعي سيستغل المناسبة للتأكيد على دعم الكيان اللبناني الذي يواجه خطر الزوال وتحريره من كل التدخلات الخارجية والتأكيد على مرجعية الدولة وحدها وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان وعدم عرض لبنان كورقة مقايضة على طاولة المفاوضات الأميركية – الإيرانية.

 

يعلم الراعي جيداً أن الهمّ اللبناني لا يغيب عن بال قداسة البابا والكرسي الرسولي، لكن يعرف أيضاً أن العالم مشغول بأزماته وأن الأزمة اللبنانية تحتاج إلى إرادة داخلية لحلها مثلما تحتاج إلى دعم دولي، لذلك فهو مطمئن إلى دعم الفاتيكان من جهة، وإلى أن هذا البلد لن يكون مصيره الزوال مثلما يحاول البعض فعله.