تغريدة بخاري تؤكّد الاحتضان العربي للبنان
في زحمة الاستحقاقات الوطنية الداهمة، والتي يتصدرها الاستحقاق الرئاسي، بعد الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، ثمة إجماع لدى المكونات السيادية والتغييرية المعارضة، على أنه لا يمكن وصول أي شخصية إلى موقع الرئاسة الأولى، إذا لم يكن يحظى بدعم عربي أولاً، ولديه من متانة العلاقات مع الدول الشقيقة، وتحديداً الخليجية، ثانياً، ما يعطيه الكثير من عوامل القوة، لإستعادة الثقة العربية والدولية، حتى يستطيع لبنان تجاوز الكثير من الأزمات التي يتخبط بها.
ad
وفي توقيت بالغ الدقة، برز ما كتبه السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، عبر «تويتر»، بقوله إن «ميثاقُ الوِفاقُ الوطنيّ والذي أقرَّهُ اللُّبنانيّون برعايةٍ عربيةٍ ودوليّةٍ، ليس وهماً ولا أُحجِيَةً غامضةً فهو مُصاغٌ بلسانٍ عربيٍّ فَصيح…». وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن المملكة العربية السعودية التي رعت ولادة اتفاق الطائف، لن تتخلى عن لبنان، وأن هناك حرصاً سعودياً وعربياً، على أن أحداً لن يستطيع أن يسير بلبنان، خلافاً لإرادة أبنائه، في وقت شدّدت مصادر متابعة، على أن الرياض والعواصم الخليجية، لن تقبل بأن يأتي رئيس للبنان من فريق الثامن من آذار، أي أن يكون حليفاً لـ«حزب الله» والدائرين في فلكه.
وفي حين من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة، حركة سياسية لافتة عنوانها الاستحقاق الرئاسي، في ضوء المبادرة التي طرحها النواب التغييريون، بشأن الانتخابات الرئاسية، وبانتظار ما سيقوله رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، اليوم، وبعد الكلام العالي السقف لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بهذا الشأن، فإن دخول البطريرك بشارة الراعي على هذا الخط بقوة، حيث بتأكيده أن «طرح الشغور الرئاسي، أمر مرفوض من أساسه». وأن «انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية هو المطلوب الأوحد»، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، كما تقول أوساط نيابية معارضة لـ«اللواء»، بأن «بكركي لا يمكن أن تسمح بحصول هذا الشغور، بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، لا بل أن البطريركية المارونية، سيكون لها موقف بالغ السلبية من أي مكون سياسي أو نيابي، يعمل لإحداث فراغ في موقع الرئاسة الأولى الماروني». ومن هنا لفت البطريرك، الى أن «التلاعب برئاسة الجمهورية هو تلاعب بالجمهورية نفسها، وحذار فتح هذا الباب». وهذا برأي الأوساط، «تحذير شديد اللهجة من جانب بكركي، إزاء نوايا المعطلين الذين يريدون الوصول إلى الفراغ، لأنه لا تهمهم مصلحة البلد، بل مصلحة الأشخاص». وتضيف «من أجل ذلك قال الكاردينال الراعي إن البطريركية المارونية، المعنية مباشرة بهذا الاستحقاق وبكل استحقاق يتوقف عليه مصير لبنان، تدعو الجميع إلى الكف عن المغامرات والمساومات وعن اعتبار رئاسة الجمهورية ريشة في مهب الريح تتقاذفها الأهواء السياسية والطائفية والمذهبية كما تشاء، إدراكاً من جانب البطريرك على أهمية إنجاز الانتخابات الرئاسية في موعدها، لأنه على هذا الاستحقاق يتوقف مصير لبنان للسنوات المقبلة، باعتبار كما قال البطريرك إن رئاسة الجمهورية هي عمود البناء الأساس الثابت الذي عليه تقوم دولة لبنان. وإذا تم العبث في هذا العمود، فكل البناء يسقط».
وفي ظل هذه الأجواء الضاغطة، يتوقع أن يزور بيروت نهاية الأسبوع الجاري، الوسيط الأميركي في عملية الترسيم البحري آموس هوكشتاين، لإبلاغ بيروت بالجواب الإسرائيلي على المقترح اللبناني، بعد الموقف اللافت الذي صدر عن إدارة البيت الأبيض بخصوص ملف الترسيم، والذي يأتي غداة الانتقادات التي وجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري للموقف الأميركي من هذا الملف، وما تخلله من حملة نارية على رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي دون تسميتهما، ما زاد من ارتفاع وتيرة التصعيد السياسي القائم، مع الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، عل مواقف بري، كما قالت مصادر نبابية موالية لـ«اللواء»، تكون «دافعاً للمعنيين للإسراع في تأليف حكومة جديدة، قادرة على إنقاذ البلد من أزماته التي يتخبط فيها، تمهيداً من أجل العمل على انتخاب رئيس جديد، لديه من القدرة على توحيد اللبنانيين، واستعادة الثقة بالبلد من المجتمعين العربي والدولي».