المطران صيّاح لـ “الديار”: لانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت لتبديد الهواجس
يكرّر البطريرك الماروني بشارة الراعي دعواته في كل عظاته ومواقفه، الى الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، ويحمّل النواب مسؤولية الفراغ الذي بدأ يوم امس رسمياً، مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، معتبراً انّ الفراغ ليس قدراً على لبنان بل مؤامرة عليه، مبدياً مخاوفه الدائمة من تداعيات عدم انتخاب رئيس في هذه الظروف الخطرة، واولها تجيّير صلاحيات الرئاسة الاولى الى رئيس وحكومة تصريف الاعمال، كما يخشى من التكرار المتواصل للفراغات الرئاسية عند كل استحقاق رئاسي.
وينقل عنه زواره استياءه الشديد من السجالات الدستورية السائدة والمرتقبة، لانّ الفراغ بدأ وهذا يعني انّ الانتقام بدأ، وسوف يتفاقم على خط العهد السابق والرئيس ميقاتي، من خلال سجالات يومية قد يودي بها الطابور الخامس الى الاخطر، أي سجالات طائفية ومذهبية، وبالتالي فإن تكرار جلسات انتخاب الرئيس الفاشلة، من شأنها إضعاف المركز المسيحي الاول في لبنان والمنطقة، حيث كان المسيحيون في الشرق يتنفسون الصعداء من خلال هذا المركز، ويرون فيه حماية لدورهم كأقليات ، فيما بات اليوم مركزاً ضعيفاً بالتزامن مع السجالات القائمة ايضاً بين الافرقاء المسيحيين، الذين لا يقدّرون عواقب ما يقومون به، من عدم التوافق على اسم رئيس للجمهورية يُفرض كما تفعل بقية الطوائف في لبنان، أي المطلوب وحدتهم اكثر من أي وقت مضى، قبل ان يصبحوا ضيوفاً في بلدهم في حال استمروا على هذا المنوال.
الى ذلك افيد بأنّ مواقف البطريرك الراعي تلاقي الدعم من الكرسي الرسولي في الفاتيكان، الرافض بقوة للشغور الرئاسي، والذي يتخوف بدوره من تجيّير الصلاحيات الى الرئاسة الثالثة.
وفي هذا الاطار اشار النائب البطريركي العام الأسبق المطران بولس صيّاح خلال حديث لـ “الديار” الى انّ التأخير في انتخاب رئيس للجمهورية، يساهم بقوة في تفاقم المخاوف من الفراغ وتداعياته، فيما الإسراع بانتخابه يبدّد كل تلك الهواجس، وقال: “لا شك ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي رجل محترم، ولن يتخطى صلاحياته، لكن المهم هو الاحتكام الى الدستور والالتزام به، وبالتالي لا يجب ان نحكم مسبقاً عليه وعلى طريقة تعاطيه مع هذه الصلاحيات، قبل ان يبدأ عمله الحكومي في ظل هذه الاوضاع، لذا علينا الانتظار”.
ورداً على سؤال حول مدى صحة ما يردّد عن حوار بدأ بين البطريرك الماروني والنائب جبران باسيل لبحث الملف الرئاسي، اجاب المطران صيّاح: “هذا الامر صحيح هنالك حوار بمعنى تقارب في وجهات النظر، ليس فقط مع النائب باسيل بل مع كل رؤساء الكتل النيابية والمعنيين بالملف الرئاسي، والبطريرك يتابع هذا الملف بهدف التقاء الجميع على انتخاب رئيس، وعمله مستمر للوصول الى حل يرضي اكثرية الاطراف”.
وعن اسم مرشح بكركي، نفى صيّاح وجود مرشح لبكركي بحسب ما يردّد البعض، وقال: “الصرح البطريركي لا يدخل في لعبة الاسماء، ولن يكون للبطريرك الراعي أي مرشح”.
وختم: “بكركي على مسافة واحدة من الجميع، ولا تنزلق الى المتاهات والزواريب السياسية الضيقة، ومخاوفها تنبع من مدى خوفها الكبيرعلى لبنان”.
وفي السياق وتعليقاً على مواقف الراعي، شدّدت مصادر سياسية معارضة على ضرورة ان يتخذ سيّد بكركي خطوات جريئة لجمع القادة المسيحيين بالقوة، اليوم قبل الغد، لان حامل صولجان هذا الصرح الكبير له الحق معنوياً، باتخاذ قرارات مصيرية تعيد الحقوق الى المسيحيين قبل ان تصبح منسية، اذ حان الوقت لاستعمال العصا، لان مصير المنصب المسيحي الوحيد سائر على خط الهاوية، مستذكرة ما قاله الراعي منذ سنوات “بأن الوطن ليس لطائفة او حزب او فئة، ولن يحتكره أحد، لأن في احتكار فئة له احتقاراً لنا جميعاً”. مضيفة : “من هذا المنطلق فالساحة المسيحية تنتظر من سيّدنا الراعي شيئاً ايجابياً على خط التوافق، اذ ما زلنا ننتظر الرئيس وسط عواصف سياسية وتشنجات يومية بين الافرقاء المتناحرين، الذين وعلى ما يبدو لن يستفيقوا إلا بعد فوات الاوان”.