IMLebanon

بكركي لأصحاب الأوراق البيضاء و”النوايا السوداء”: تمثّلوا بمعوض

 

تحاول البطريركية المارونية القيام بكل ما يلزم من أجل تقصير أمد الفراغ الرئاسي، لأنها على دراية بأن فراغ المؤسسات يعني إرتفاع منسوب الخطر على الكيان. تدور الإتصالات بين بكركي والأطراف الخارجية المؤثرة باللعبة اللبنانية، وتنسّق في خطواتها مع الكرسي الرسولي، لعلّ الإتصالات الدولية توصل إلى الحلّ المنشود. هذا بالنسبة إلى الشق الخارجي، أمّا داخلياً فإن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يواصل لقاءاته ومشاوراته مع القادة الموارنة بـ»المفرق»، ولن يكون هناك أي لقاء يجمع الأقطاب الموارنة لأن بكركي تعرف حجم التباعد في الطروحات.

 

وعلى رغم الإتصالات المتواصلة مع الجميع، إلّا أنّ الأمل بتحقيق خرق قريب ما زال متدنياً وسط عدم قدرة النواب على القيام بواجباتهم، بينما لو كانت النوايا صالحة لكان هناك رئيس جديد للجمهورية قبل 31 تشرين الأول. ولا يخفي البطريرك الراعي غضبه على النواب، ويظهر هذا الأمر جلياً في عظاته ومواقفه، في حين ينظر بإيجابية إلى ترشيح رئيس حركة «الإستقلال» النائب ميشال معوّض.

 

وتؤكّد مصادر بكركي لـ»نداء الوطن» أنّ ترشيح معوّض يأتي في سياقه الطبيعي ومثال يحتذى به، فالرجل شجاع وأقدم على خطوة الترشيح مع علمه بصعوبة وصوله إلى الرئاسة في هذه المرحلة ويمكن أن يكون ترشيحه بمثابة «إستشهاد»، لكن جديّته بالترشيح قد تدفع كتلاً أخرى إلى دعمه وعندها ترتفع حظوظه. وترى المصادر أن معوّض ينطلق من حيثية شعبية ظهرت في الإنتخابات النيابية الأخيرة، حيث حلّ أول في قضاء زغرتا، إضافة إلى أن أكبر حزب مسيحي، أي «القوات اللبنانية»، تبنّى ترشيحه وحصل على دعم حزبَي «الكتائب» و»الوطنيين الأحرار» وبعض النواب المسيحيين من كتل أخرى، وبالتالي فإنه يتمتع بدعم مسيحي كبير. وتشدّد مصادر بكركي على أنّ معوّض قام بما يجب القيام به، وتجرأ على الترشّح ونال إلى جانب دعم الأصوات النيابية المسيحية، أصواتاً من طوائف أخرى، وبالتالي فإنّه يعمل وفق مقتضيات الدستور واحترام الحياة الديموقراطية.

 

ومن جهة أخرى، تنتقد بكركي بعنف ما يُقدم عليه الفريق الذي يُصوّت بأوراق بيضاء وتسأل: منذ الإنتخابات الماضية يعلم الجميع أنّ مرشّح فريق 8 آذار هو رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، فلماذا يلجأ الفريق الداعم له إلى لعبة الأوراق البيضاء في الدورة الأولى ومن ثم تعطيل النصاب في الدورة الثانية؟ هل الخلاف بين فرنجية ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل يدفع إلى مثل هكذا تصرّف؟ أو هناك خوف من تنامي الأصوات الداعمة لمعوض وإجتيازه عتبة الـ65 صوتاً، لذلك يلجأون إلى ضرب الإستحقاق الرئاسي فيما البلاد وكل العباد يدفعون الثمن الأغلى ولا من يسأل؟

 

وأمام كل هذه الوقائع، تجزم بكركي بأن هناك استخفافاً بالإستحقاق الرئاسي. فإضافةً إلى لعبة الأوراق البيضاء وتعطيل النصاب هناك جزء من النواب يستهتر بالإستحقاق و»ينبش» أسماء ويصوّت لها وهذه الأسماء لا تريد الترشّح، فتحوّلت جلسات إنتخاب الرئيس إلى ساحة تسلية و»هرج ومرج» وكأن جزءاً من النواب المنتخبين حديثاً لا يدرون قيمة أن يكون هناك رئيس جديد للجمهورية ليباشر مسيرة الإصلاح والإنقاذ.

 

لا يمكن أن تسكت بكركي عن التجاوزات التي تحصل في الإستحقاق الرئاسي، وترى أنّ إجتماع لعبة الأوراق البيضاء مع النوايا السوداء يؤدّي إلى إطالة أمد الفراغ وتفكيك أسس الجمهورية التي تواجه التحلّل أصلاً، وبالتالي لا بدّ من صرخة ضمير باتجاه الفريق الذي يُعطّل، وذلك بدعوته إلى حضور جلسات الإنتخاب والتصويت لمرشحه، وليفز من ينال العدد الأكبر من الأصوات، أو إبداء نوايا حسنة لمحاولة الإتفاق على اسم جامع يؤسس لمرحلة الإنقاذ.