في شباك مونديال المواجهة الاميركية- الايرانية ونتائجها، عاشت الكرة الارضية ومعها جماعة المحورين، من أرض الحدث في قطر وصولاً إلى «الجمعات» حول الشاشات في بيروت، لم تترك الصراعات السياسية للرياضة «مطرح» خصوصا في لبنان، في ضوء الانقسام العمودي، حيث غرق اللبنانيون في مستنقع انقساماتهم، فيما الغالبية غارقة في مياه الامطار التي غمرت الطرقات، فيما الحكومة عاجزة عن اتخاذ ابسط الاجراءات بما فيها الانعقاد لاتخاذ القرارات المناسبة.
كما في الدوحة كذلك في بيروت، مفاجآت بالجملة في «المونديالين». في قطر المملكة العربية السعودية ومملكة المغرب تسجلان كل الفرق. وفي لبنان بطريرك وارشمندريت يقلبان كل الموازين ليصيبوا الهدف في شباك ساحة النجمة، كاسرين رتابة نهاية الأسبوع، والهمس عن اتجاه لتنويم الاستحقاق الرئاسي طوال شهر كانون الأول بحجة موسم الأعياد، وكأن البلاد والعباد بالف خير، و»الوقت قدامنا».
تسريبات دفعت بسيد بكركي إلى الانتفاضة من عاصمة الكثلكة، ما اضفى على عظته بعدا دوليا ومسيحيا بالتحديد، لن يكون من السهل على الكثير من الدول والافرقاء في الداخل تجاوزه، خصوصا استيذ عين التينة الذي اصيب بالمباشر، لاقاه فيه مطران بيروت، الذي تحدث بدوره صراحة عن «بدعة التعطيل».
مصادر مقربة من الكنيسة أشارت إلى أن سقف الراعي العالي إنما يعود لعدة اسباب، ابرزها:
اكتشاف بكركي ان ثمة من يحاول الايحاء ان الانتظار سببه فتح قنوات الاتصال مع الصرح، من أجل تمييع الاستحقاق وكسب الوقت لأهداف واجندات خاصة ببعض الأطراف، كما في محاولة توريط بكركي كما حصل في السنوات السابقة في لعبة الأسماء واللوائح من باب «البلف» ليس إلا.
– اعتبار سيد الصرح ان ثمة استهدافا واضحا للمسيحيين من خلال ضرب الموقع الأول لهم في الدولة، وسط توافر معلومات للكنيسة عن تحضيرات تجري لعقد مؤتمر في الدوحة على غرار ما حصل عام ٢٠٠٨ لفرض رئيس واعراف جديدة تحد من صلاحيات المنتقصة اصلا.
– اصرار الكنيسة على أن يأخذ الاستحقاق الدستوري مساره الديمقراطي من خلال اللعبة الديمقراطية القائمة على أكثرية وأقلية، وعدم اللجوء إلى بدعة النصاب الجاهزة «غب الطلب» بهدف التعطيل، إذ على النواب القيام بواجباتهم ومن يفز «صحتين عا قلبه».
– المخاوف المتزايدة نتيجة المواقف التي أطلقت خلال اليومين الماضيين سواء من دمشق او طهران، وارتباطها بالوضع المتازم في الجمهورية الاسلامية والذي قد يدفع بالممانعة الى اعتماد سياسة اكثر تشددا.
عليه وبحسب المصادر قرر من اعطي مسؤولية المحافظة على مجد لبنان التحرك ورفع الصوت من الفاتيكان هذه المرة، والتي قررت أن تدخل بكل ثقلها على خط الاتصالات الدولية للحفاظ على ما تبقى من وجود مسيحي، بغض النظر عن اسم الرئيس، خصوصا ان ثمة غضبا كبيرا لدى فريق عمل البابا من سلوك القادة السياسيين المسيحيين في لبنان، وخضوعهم لمشيئة أطراف تعمل لتحقيق اجنداتها الخاصة.
وختمت المصادر بأن استقبال الحبر الاعظم البطريرك يكتسب اهمية كبيرة جدا، حيث سيضع الراعي ورقة إعدتها لجنة خاصة شكلت من أهم المفكرين المسيحيين تتضمن شرحا وافيا ومفصلا للأزمة ولطرق حلها، على أن يناقشها مع الفريق المختص بالملف اللبناني في الحاضرة البابوية.