Site icon IMLebanon

الراعي يُصوّب على فرنجية وباسيل: نعم للتمديد لا لسلّة التعيينات

 

 

 

عاد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى لبنان بعد رحلة طويلة تنقّل فيها بين أستراليا التي تضمّ أكبر رعية مارونية خارج لبنان وبين روما والفاتيكان. وتوّجت جولة الراعي الخارجية بلقاء قداسة البابا فرنسيس للبحث في الأخطار التي تهدّد لبنان والمنطقة بعد أحداث غزة. وتبقى الملفات اللبنانية حديث الساعة من مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية إلى الفراغ الداهم في قيادة الجيش حيث لم يهدر البطريرك الوقت، فالتقى سريعاً قائد الجيش العماد جوزاف عون مساء أمس، بعدما كان التقى رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل.

 

لم ينتظر الراعي طويلاً حتّى وضع النقاط على الحروف في عظة الأحد، فوجّه كلاماً قاسياً إلى بعض المسيحيين قبل الشركاء الآخرين غامزاً من قناة المرشّح الرئاسي رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ورئيس ثاني أكبر تكتل نيابي مسيحي النائب جبران باسيل، خصوصاً بعد جولة باسيل الأخيرة على القيادات والمرجعيات وإعلانه صراحةً رفضه التمديد لقائد الجيش، وملاقاة فرنجية حول هذا الطرح.

 

كلمات قليلة قالها البطريرك الماروني معلناً غضبه على تعامل بعض المسيحيين في ما خصّ ملف قيادة الجيش على الرغم من اللقاء الذي جمعه في بكركي بباسيل الذي وصفه بالإيجابي، ووضع البطريرك الإصبع على الجرح الأساسي، معتبراً أنه يجب مهما كلّف الأمر، انتخاب رئيس للبلاد وحماية المؤسّسات، بدلاً من التخطيط لإسقاط هذا أو ذاك، أو التلاعب في القيّمين على هذه المؤسّسة أو تلك. واستطرد الراعي أنه من المعيب حقاً سماع كلام على إسقاط قائد الجيش في أدقّ مرحلة من حياة لبنان وأمنه واستقراره وتعامله مع الدول.

 

عاد البطريرك الراعي إلى لبنان وهو يحمل هموماً عدّة، ولعلّ تفريغ المؤسسات المارونية يشكّل هاجساً يضرب الكيان وليس الموارنة فقط، فبعد الفراغ في رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان يأتي دور الفراغ في قيادة الجيش.

 

ويجد سيد بكركي فرقاً كبيراً بين الفراغ في الرئاسة والحاكمية من جهة، وبين فراغ قيادة الجيش من جهة ثانية، ففي الحالة الأولى الرئاسة مرتبطة بالجميع ولديها بُعد خارجي، ولا يمكن تعيين حاكم جديد للمركزي دون وجود رئيس، أما الفراغ في قيادة الجيش فيمكن تفاديه بسبب الثناء الداخلي والخارجي على سلوك قائد الجيش ووجود مخارج قانونية مثلما حدث أثناء التمديد لقائد الجيش السابق جان قهوجي في ظل غياب رئيس للجمهورية دون المسّ بصلاحيات الرئيس.

 

ويعرف الراعي طغيان الحسابات الرئاسية عند بعض القوى المسيحية بدل التفكير في المصلحة العامة، وهو الذي أطلق جولة اتصالات ولقاءات سياسية مع القوى بعد بحثه مع قائد الجيش في ظروف المؤسسة في حال الفراغ، فهو يثني على اقتراح التمديد الذي تقدّم به تكتل «القوات اللبنانية»، وسيتواصل مع «التيار الوطني الحرّ» من أجل وقف الحرب الشعواء على العماد عون.

 

ومن الناحية التقنية، سيتواصل مع وزير الدفاع موريس سليم لعلّه يكسر الجليد مع قائد الجيش ويقترح على مجلس الوزراء التمديد، وكان البطريرك أدّى دوراً في المرحلة السابقة بعدما وصل الخلاف بين عون وسليم إلى درجات متقدمة.

 

لا فرق لدى الراعي في طريقة التمديد لقائد الجيش سواء جرت في مجلس النواب أم مجلس الوزراء، وهذا ما بات قائد الجيش على علم به، فالبطريرك سيغطّي عملية التمديد ويمنحها الغطاء المسيحي بعد غطاء «القوات» والحلفاء المسيحيين، وسيضغط لكي تحصل، وموقف البطريركية المارونية واضح، وهي لن تقبل الفراغ في قيادة الجيش ولا الاستمرار في تفريغ المواقع المارونية، ولن تقبل تعيين قائد جيش في ظل غياب رئيس الجمهورية، وبذلك يكون البطريرك قد أسقط مخطط من ينادي بسلّة تعيينات تشمل المواقع الفارغة في ظل غياب رئيس الجمهورية.

 

لن يقتصر تواصل البطريرك مع قائد الجيش والقوى المسيحية، بل سيجري سلسلة اتصالات تشمل رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وبعض الوزراء والقوى السياسية الأخرى. وترى بكركي ارتفاع منسوب الخطر إذا وقع الفراغ في قيادة الجيش، ولذلك التحرّك سيكون شاملاً ويطول ملفات عدّة مثل الحرب الجديدة وصون الوحدة الداخلية وحماية لبنان بعد كل ما يحصل في المنطقة