IMLebanon

الراعي يٌواصل مُحاولات إنقاذ لبنان عبر جهوده الداخليّة والخارجيّة مع العواصم مصدر كنسي : لتقوية القرار المسيحي والوقوف الى جانب بكركي في وساطاتها 

 

لا يترك سيّد بكركي البطريرك بشارة الراعي اي مناسبة خارجية، إلا ويطرح ملف لبنان المتشعّب مع كل ما يحويه من مشاكل وخلافات، وينقله الى عواصم القرار خلال اي زيارة يقوم بها، وهذا ما سيفعله الاحد المقبل في الثامن من الجاري، بعدما تلقى دعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، للمشاركة في تدشين كاتدرائية ” نوتردام” التي تعرّضت في شهر نيسان العام 2019، لحريق كبير أتى على جزء كبير من سقفها وأبراجها.

 

كما يواصل إطلاق صرخاته في كل عظاته يوم الاحد، فتدخل ضمنها السياسة بين الهواجس والمخاوف، من حصول ما لا تُحمد عقباه بالتزامن مع ما يتعرّض له لبنان من مآس وويلات ودمار ونزوح ، وهذا ما تطرّق اليه أمس في عظته، متمنياً أن يحمل اتفاق وقف النار بين لبنان و” إسرائيل” السلام الدائم، وان يتمكّن الطرفان من تنفيذ نصّ الاتفاق ببنوده الثلاثة عشر التي حدّدتها الولايات المتحدة.

 

الى ذلك، ما زالت الهواجس ترافق البطريرك الماروني، وفق ما ينقل مصدر كنسي بسبب سكوت المسؤولين وضعف مساعيهم نحو الحلول المطلوبة منذ سنوات، والتي لم تعرف لغاية اليوم أي نتيجة ايجابية، لذا يستمر في محاولات الانقاذ عبر جهوده الداخلية والخارجية، وقيامه كل فترة بطرح مشاكل لبنان على عواصم القرار، طالباً كذلك مساعدة الدول الشقيقة والصديقة، من دون ان يترك أي جهة قادرة على المساعدة في انتشال لبنان من غرقه.

 

وإنطلاقاً من هنا، يشدّد الراعي على ضرورة إنتخاب الرئيس، في الموعد الذي حدّده رئيس مجلس النواب نبيه بري في التاسع من كانون الثاني المقبل، بسبب مخاوفه من إستمرار الفراغ والشغور الرئاسي، الذي اعتاده لبنان على مدى الاستحقاقات الرئاسية السابقة التي كانت تستمر سنتين واكثر، من دون وصول رئيس الى قصر بعبدا.

 

وينقل المصدر الكنسي بأنّ الراعي يواصل تكثيف تحركاته، إن بالاتصالات او إطلاق الرسائل الى الخارج، او بزيارات مرتقبة منها باريس التي يصلها الاحد المقبل، على الرغم من انّ المناسبة دينية، إلا انّ السياسة لن تغيب خلال لقائه الرئيس ماكرون بعد تدشين كاتدرائية” نوتردام”، اذ أكثر ما يهمه اليوم وصول الرئيس المناسب الى بعبدا والمتوازن في مواقفه، والقادر على إخراج لبنان من سياسة المحاور، والنجاح في إعادة العلاقات اللبنانية – العربية واللبنانية – الدولية الى سابق عهدها، والالتزام بالحياد مع سعيه الدائم الى جمع اللبنانيين كشركاء في الوطن، وليس كخصوم او أعداء كما يحصل اليوم، معتبراً انّ التباينات في المواقف السياسية ليست خلافاً، بل مجرد اختلاف في وجهات النظر، وهذا عافية وصحة سياسية، لانّ الاختلاف الايجابي مطلوب، وهو يصّب في خانة ايجابية لانه يشجع على المضي بالافضل، وأشار المصدر الى انّ سيّد بكركي باق على مواقفه الداعية الى حياد لبنان، وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، وبضرورة تطبيق اتفاق الطائف، مع تمسكّه بالمناصفة والتوازنات لانها تحفظ حقوق جميع الطوائف.

 

وفي هذا السياق، نقل المصدر المذكور استشعار الراعي الخوف على لبنان واللبنانييّن جميعاً، من دون أي تفرقة طائفية، معرباً عن امله في أن يعي المسؤولون خطورة الاوضاع والانزلاقات التي تسود البلد وشعبه يومياً، وشددّ على ضرورة تضامن كل المسؤولين وتناسي خلافاتهم لان لبنان يحتضر، مؤكداَ أنّ بكركي باقية على وعودها وجهودها عبر الفعل لا القول، وعلى الجميع التعاون من اجل إسترجاع الوطن لانه يتهاوى يوماً بعد يوم، فالجمهورية في خطر كبير على كل المستويات، إزاء ما يحصل في البلد، مشدداً على ضرورة ان تكون صرخة الراعي هذه المرة نداءَ اخيراً لمواجهة كل ما يهدّد الكيان اللبناني، الذي يمّر في أسوأ مراحله اذ لم نشهد مثيلاً له حتى خلال الحرب اللبنانية.

 

وامل المصدر ضرورة العمل على تقوية القرار المسيحي، والوقوف الى جانب بكركي في وساطتها لإنقاذ لبنان، وفتح كل الدروب المقفلة بدءاً من وساطات مسيحية واسلامية مشتركة للوصول الى حلول، واشار الى انّ الراعي لقي تشجيعاً من المجتمع الدولي.