IMLebanon

يا صاحب الغبطة أزِل منا القلق  

 

أرجو، يا سيّدي، أن يتّسع وقتكم لقراءة الآتي. لقد درَجتُ أن أتوجّه إليكم من هذا المنبر في «الشرق»، بمقالات في المُلمّات الوطنية والسياسية مؤيّداً مواقفكم الجريئة. اليوم، الموضوع يتخطى السياسة، ليتناول شأن العقيدة التي نؤمن بها كما رسمها ربّنا ومخلّصنا في إنجيله المقدّس.

 

سيّدنا، أين نحن مما يجري في كنيستنا المسكونية الجامعة المقدّسة، وهل نبقى تتقاذفنا الشكوك؟ وهل نحن فعلاً في زمن الـ«antichrist»؟ وهل هذا «آخر الأزمنة»؟ كما يقول الأسقف Vigano وكثير من كبار اللاهوتيين والكرادلة والأساقفة ورجال الدين في مختلف أنحاء العالم؟

 

وما هو موقف كنيستنا المارونية من أقوالهم التي لن أسمح لنفسي أن أدخل في تفاصيلها وغبطتكم أدرى؟ وهل كان محقاً مسار قداسة البابا بولس السادس الذي مشى بتوصيات مجمع فاتيكان II الذي عاد فقال لاحقاً «أشمّ رائحة الشيطان مُتسللاً إلى …»؟

 

يا سيّدنا تعرفون أكثر منا أنّ أهم الظهورات المُثبّتة في الكنيسة هو ظهور السيدة مريم العذراء في فاطيما وقد تركت ثلاثة أسرار طالبةً ألا يُكشف عن السر الثالث قبل العام 1960. وتمّ الكشف عنه سنة 2002 علماً أنّ قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر قال إنّ كثيراً من هذا السرّ لم يُعلَن عنه بعد. وعندما اطّلع البابا يوحنا الثالث والعشرون عليه رفض أن يكشف عنه قائلاً: لا أريد أن أكون نذير شؤم، وبقي أربعة أيام في شبه إكتئاب.

 

لقد كان آباء مجمع الفاتيكان الثاني حسني النية وأرادوا تجديد شباب الكنيسة (الكنيسة الفتاة) وأن تنفتح الكنيسة لتقرّب العالم منها، والنتيجة أنها هي التي تقرّبت من العالم. وفي يقيننا أنّ هذا المجمع ليس فيه خطأ عقيدة إنما أدى سوء الممارسة إلى تخطي العقيدة وهو لم يكن مجمعاً مسكونياً ولم يُصدر قرارات بل توصيات عكس المجمع المسكوني الأول قبله الذي أقرّ عقيدة الحبل بلا دنس. يكون المجمع الثاني أدى إلى دخول روح العالم إلى الكنيسة ولم تدخل روح الكنيسة إلى العالم. واليوم يتوسّعون في هذا الإنفتاح ما دفع بالأسقف Vigano والآخرين إلى تأكيد الخروج على العقيدة… أنا يا سيّدي لا أريد أن أسترسل في ما أعرف أنّ غبطتكم تطّلعون عليه وعلى تطوّراته اليومية المتسارعة.

 

على صعيد شخصي، أحببتُ قداسة البابا فرنسيس الأول وكان لي الحظ والشرف أنني كنتُ وزوجتي في عداد وفد جامعة آل خوري في لبنان والعالم عندما إستقبلَنا على موعد مسبق مُقرر قبل أشهر وعقدنا معه إجتماعاً خاصاً داخل الفاتيكان وليس في ساحة القديس بطرس الخارجية.

 

وإنطلاقاً من إيماني العميق بكنيستنا المقدّسة التي لن تقوى أبواب الجحيم عليها أريد أن أعترف بأن ما يجري حول الكنيسة الأم يُثير قلقي وقلق الكثيرين أمثالي ونمرّ في أزمة وجدان وضمير، فهل نسمع من غبطتكم ما يُزيل قلقنا؟

 

واقبلوا سيّدي جزيل الإحترام.