IMLebanon

الراعي وانجازات العهد العشرة ؟

 

رجل الدولة الحقيقي، هو الذي يكرّس ذاته للشعب، وليس لطائفته او مذهبه أو عائلته او حزبه.

 

في بلد تعددي مثل لبنان، حيث تكثر فيه الطوائف والمذاهب والاحزاب، كانت هذه المعادلة محترمة الى حد ما، في عهود ما قبل الطائف، وتراجعت كثيرا الى حدّ الامحاء اثناء الوصاية السورية، وانقرضت تقريبا بعد اتفاق الطائف، واستفحلت في السنوات الاربع الأخيرة، حيث طغت بعض الطوائف والمذاهب والاحزاب على ما عداها، مستقوية بأعدادها وتحالفاتها المحلية والاقليمية، وعندها غاب رجالات الدولة عن المسرح، أو لم يعد لهم التأثير الفاعل في مجريات الاحداث.

 

هذا الواقع المعيوش، كشف بوضوح أن أي لبناني لا يضع طائفته او مذهبه أو حزبه أو عائلته جانبا، يجب الا يصل الى منصب مسؤول، لأن البلد التعددي بحاجة الى مسؤولين قديسين، وليس مسؤولون يبيعون ويشترون كما هو واقع الحال، احيانا بحجة الدفاع عن الطائفة او المذهب او الحزب، في وقت يتضور ابناء الطوائف والمذاهب جوعا، ويعيشون على هامش الحياة، مرضى ومقموعين وخائفين من المجهول الاسود.

 

خطبة الاحد للبطريرك بشارة الراعي، التي عدد فيها انجازات هذا العهد العشرة، انما هي صفحة سوداء في تاريخ كل مسؤول اوصل لبنان الى هذا الدرك من البؤس والتعتير والموت والاهتراء، وتكمل ما توقعه ديبلوماسيون عرب، بأن لبنان يعاني وضعا مخيفا، وأن استقراره الهش سينهار في خلال اربعة شهور على الاكثر.

 

كما هي العادة منذ سنة، لن يكون لخطبة الراعي، ولكلام الديبلوماسيين العرب أي صدى في حساب هذه الطبقة الحاكمة، لأن الهدف هو موت لبنان وليس قيامته.