IMLebanon

كيف تؤتمن طبقة سياسية دفعت البلد إلى الإنهيار؟

 

دعوة الراعي للمؤتمر الدولي نتيجة عجز المسؤولين واستقالتهم من واجباتهم

لا تتوقف البطريركية المارونية أمام الحملات التي تستهدفها، بعد دعوة البطريرك بشارة الراعي الأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، بهدف العمل على إخراجه من أزمته التي تفاقمت، جراء تقاعس المسؤولين الرسميين والقيادات السياسية عن القيام بواجباتها، من أجل إنقاذ البلد من أزماته، في وقت لا يبدو أن هناك مؤشرات توحي بإمكانية تجاوز العقبات التي تعترض تأليف الحكومة الذي لا يزال يراوح، تحت وطأة الشروط والشروط المضادة من جانب المعنيين. ومع اتساع رقعة المؤيدين للدعوة البطريركية على طول مساحة الوطن، وهذا ما ظهر من خلال الوفود التي زارت بكركي في الساعات الماضية، فإنه من المتوقع أن يستقبل الصرح البطريركي، غداً، المزيد من الوفود الشبابية الداعمة للدعوة من أجل عقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان على الخروج من هذا المأزق الذي يتخبط به.

 

وستكون هذه المناسبة، فرصة للوفود لكي تؤكد مساندتها الكاملة لدعوة البطريرك، والإعلان عن وقوفها إلى جانبه في مساعيه الآيلة للنهوض بالبلد من هذا المأزق الذي يتخبط به، بعد تفاقم مشكلاته على نحو غير مسبوق، في وقت تقف السلطة السياسية موقفاً عاجزاً عن القيام بأدنى واجباتها لانتشال لبنان مما يعانيه من مشكلات على مختلف الأصعدة، في وقت أعربت أوساط سياسية مسيحية لـ«اللواء»، عن اعتقادها أن «دعوة البطريرك الراعي لعقد المؤتمر الدولي، جاءت في توقيت بالغ الدقة بالنظر إلى ما يتهدد لبنان من مخاطر، في ظل محاولات أطراف داخلية وخارجية، العمل على تغليب المصلحة الإقليمية على حساب مصلحة البلد وشعبه، وإبقائه رهينة أجندات محور الممانعة الذي يأسر الحكومة الجديدة، ولا يريد إطلاق سراحها، قبل معرفة مصير المفاوضات المتصلة بالملف النووي بين إيران والإدارة الأميركية الجديدة».

 

وأشارت المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، أن البطريرك الراعي سيؤكد للوفود التي ستزور الصرح، على تمسكه بمطلبه من أجل عقد المؤتمر الدولي الذي يهدف إلى مساعدة لبنان وشعبه، وهذا الأمر لا يكون إلا من خلال توفير دعم عربي ودولي، يمكن اللبنانيين من تجاوز الأزمات التي تجثم على صدورهم، بعدما أثبت المسؤولون اللبنانيون أنهم أعجز عن القيام بعملية الإنقاذ المطلوبة، وبالتالي فإنه لا غضاضة في طلب المساعدة من الدول المانحة والمجتمع الدولي الذي وقف إلى جانب لبنان في مساعدات عديدة، فكم بالحري في ظل هذه الظروف البالغة الدقة التي يواجهها لبنان . بعد وصول الأمور إلى مرحلة بالغة الخطورة، مع تعذر التوافق على تشكيل الحكومة الجديدة التي يرفض العهد أن تكون مكونة من اختصاصيين، وإنما يسعى جاهداً لتوسيعها وإدخال شخصيات سياسية إليها، خلافاً لرغبة الرئيس المكلف سعد الحريري، في حين تعتبر بكركي أن وضع البلد، يتطلّب حكومة أكفاء مستقلين غير حزبيين، بإمكانهم العمل كفريق عمل يستطيع تنفيذ الورقة الفرنسية، ويستعيد الثقة الداخلية والخارجية المفقودة.

 

إجتماعات سياسية مع قابل الأيام لإعلان التأييد الكامل للدعوة البطريركية

 

وتشدد الأوساط المسيحية، على أن «هناك محاولة من جانب بعض القوى السياسية، لاستهداف البطريرك الراعي بعد دعوته لعقد المؤتمر الدولي، سعياً منها لاتهامه بما هي فيه، حيث يعلم الجميع أن أطرافاً داخلية تأتمر بأوامر الخارج الذي تتلقى منه كل الدعم السياسي والمالي، وهو ما يصرح به مسؤولها في كل مناسبة، وبالتالي فإن كل كلام يستهدف البطريركية المارونية، مردود على مطلقيه الذي يعملون على التعمية على أدوارهم الحقيقية في كسر هيبة الدولة ومصادرة قرار السلم والحرب، لحساب جهات إقليمية عملت وما زالت على تقويض ركائز مؤسسات الدولة وإفراغها من دورها، لمصلحة الذين لا يريدون لهذه الدولة أن تقوى وتستعيد عافيتها وحضورها».

 

وتدعو الأوساط، «كل الغيارى على مصلحة لبنان، أن يتكاتفوا لتوفير الدعم المطلوب للدعوة البطريركية من أجل المؤتمر الدولي الذي بات حاجة ضرورية لبلد على مشارف الانهيار»، مشددة على «هذه الدعوة ليست موجهة ضد أي طرف داخلي كما يروج البعض، باعتبار أن مثل هكذا مؤتمر سيوفر الدعم لكل الشعب اللبناني، وليس لفئة بعينها. وتالياً فإن بكركي ومؤيديها لن يتوقفوا عند كل هذه الحملات التي لن تحقق هدفها في حمل البطريرك على تغيير موقفه، وهو المدعوم من معظم الأطراف السياسية الداخلية، ومن دول عربية وأجنبية أكد ممثلوها الذين زاروا البطريركية المارونية، دعمهم الكامل لسيدها في مساعيه لإنقاذ لبنان».

 

ومن المتوقع أن يصار إلى عقد اجتماعات لعدد من القوى السياسية في الأيام المقبلة، من أجل الإعلان عن التأييد الكامل للدعوة البطريركية من أجل المؤتمر الدولي الذي يشكل خشبة خلاص للبنان من هذا الواقع الذي يعيشه، باعتبار أن التدويل فرضه عجز المسؤولين وفشلهم في معالجة أزمة البلد التي تفاقمت على نحو غير مسبوق، ضاربين عرض الحائط كل النداءات لوقف الانهيار الذي يهدد بزوال لبنان، فكان من الطبيعي أن تبادر الدعم الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعدما وصلت الأمور إلى مرحلة لا يمكن السكوت عنها.