Site icon IMLebanon

لا يا غبطة البطريرك

 

وانا اخاطب غبطكتم وانا ابن الكنيسة المارونية المقدسة ومؤمن تابع لكم دينيا اسمح لنفسي بكل عز وفخر ان اقول ان حزب الله مقاومة لبنانية.

 

صرح غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق للطائفة المارونية وللمطارنة التابعين له وذلك في حديث مع محطة «سي ان بي سي» ان حزب الله هو جيش ايراني في لبنان، والتعجب الكبير هو: ماذا يريد غبطة البطريرك من زج الكنيسة المارونية المقدسة في صراع مع المقاومة مجانا؟

 

هذا الزج لا يأتي منه سوى عدم الاستقرار والفوضى والخصام الداخلي وتعريض لبنان لفتنة مارونية مسيحية الذين هم ثلث لبنان من حيث الجمهور مع الطائفة الشيعية الكريمة والمقاومة التي قدمت الاف الشهداء في سبيل لبنان وتمثل الطائفة الشيعية ثلث سكان لبنان ايضا.

 

من حرر جنوب لبنان؟ هل حزب الله هو الذي حرره ام ايران؟ واذا عدنا الى لائحة اسماء الشهداء لوجدنا ان 99 بالمئة من الشهداء هم لبنانيون قاوموا العدو الاسرائيلي حتى الزموه وطردوه من جنوب لبنان سنة 2000 وعاد الجنوب الى الازدهار والى اهله وتم هدم السجون الاسرائيلية والسجون التابعة لجيش لحد وعادت الارض الى اصحابها اللبنانيين وخرج العدو الاسرائيلي مهزوما باعتراف رئيس وزراء اسرائيل يومها ايهود باراك.

 

اين اسماء الشهداء الايرانيين في تحرير الجنوب؟ ولو انهم كانوا مستشارين عسكريين بعدد الاصابع، وكيف نلغي البطولات اللبنانية وننسبها الى الجيش الايراني بالتهمة على ان المقاومة هي جيش ايراني؟ في حين انها لبنانية وطنية صرف قاتلت بعز واباء وشرف وقدمت التضحيات، والشهداء بالمئات والمعاقون بالمئات ايضا واسماء الشهداء الموجودة في مجمل قرى الجنوب تشهد بأن المجاهدين اللبنانيين هم الذين حرروا الشريط الحدوي حتى مزارع شبعا، فأين هي الاسماء الايرانية بين الشهداء؟ واذا كان هنالك من شهداء ايرانيين فهذه البطولة لهم وهم لا يزيدون على عدد اصابع اليد.

 

اما عدوان حرب 2006 عندما شن العدو الاسرائيلي حربه على لبنان واعتبر ان الحرب نزهة كانت ايران قد زودت حزب الله والمجاهدين اللبنانيين ونشدد على المجاهدين اللبنانيين بالاسلحة الصاروخية والاسلحة المضادة وبالدعم المالي لمواجهة حرب عدوان اسرائيل على لبنان حتى استطاعت المقاومة اللبنانية وهي حزب الله ردع العدو الاسرائيلي والحاق الهزيمة به.

 

ومنذ 2006 لم يحصل حادث على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة لان العدو الاسرائيلي يعرف تماما ان اي عمل يقوم به سيرتد عليه هزيمة وردعا وقوة من المجاهدين اللبنانيين التابعين لحزب الله وكل جمهور اهل الجنوب الابطال ومن البقاع ومن لبنان عبر مناطق كثيرة.

 

ما هي مصلحة الكنيسة المارونية المقدسة ان تهاجم المقاومة وتقول عنها انها جيش ايراني؟ في حين ان سلاح المقاومة هو ايراني اما المجاهدون فهم لبنانيون ضحوا بأرواحهم وتركوا ارامل واطفالا يتامى خلفهم من اجل عزة لبنان.

 

ولمعلومات غبطة البطريرك الراعي، انا كضابط سابق في الجيش اقول له ان اقوى قوة عربية اليوم تردع اسرائيل هي حزب الله والمقاومة اللبنانية بكل معنى الكلمة ،وهي ليست لا ايرانية ولا عراقية ولا سورية بل هي لبنانية وان وجد بعد الافراد من الدول التي ذكرناها .

 

ايران التي قدمت كل الاسلحة اللازمة للمقاومة ودعمتها بالمال ودعمتها ببناء الجنوب واصبح الجنوب مركزا للازدهار والهدوء على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة والعدو الاسرائيلي لا يتجرأ على ارسال الية واحدة تدخل الاراضي اللبنانية بعدما كان يتنزه بدباباته على مدى 50 سنة ضمن الاراضي اللبنانية. فماذا فعلت ايران كي نعتبر ان ايران خطر على لبنان او كأنها مرض اصاب لبنان في حين انها تستحق المكافأة، تستحق الشكر ،تستحق الاخوة الحقيقية بين الشعب اللبناني والشعب الايراني.

 

ايران المحاصرة من الولايات المتحدة والخليج واسرائيل ومفروض عليها عقوبات رهيبة، استمرت بدعم الشعب اللبناني رغم الحاجة الماسة لكل المواد والتي يحتاجها الشعب الايراني، ومع ذلك قامت بالتضحية واستمرت بارسال المساعدات الى لبنان دون توقف.

 

يا غبطة البطريرك ماذا فعلت ايران ضد الكنيسة المارونية المقدسة من اعمال مسيئة او ضرر وكيف تحافظ ايران على المسيحيين على اراضيها ولهم كنائسهم ولهم نوابهم، وتحافظ على اعرق كنيسة ارمنية في ايران وتحافظ عليهم ولهم كنائسهم وتقاليدهم ولم يتعرض اي مسيحي في ايران لاي اضطهاد او اي معاملة غير سليمة.

 

ايران مثال للاحترام لكل الطوائف على ارضها، ورغم انها جمهورية اسلامية ايرانية فهنالك نواب مسيحيون في المجلس النيابي ونواب ارمن والطوائف المسيحية تعيش افضل حياة هناك.

 

فيا غبطة البطريرك عليك ان تشكر ايران لانها ساهمت في تحرير ارضك اي الارض اللبنانية من الشريط الحدودي ولان ايران ساهمت في ردع العدو الاسرائيلي في حربه على لبنان.

 

لذلك يا غبطة البطريرك انك تفتعل اساءة الى ايران مع ان المطلوب شكرها والخروج من الثنائي الاميركي السعودي الذي يريد تدمير ايران والغاء وجودها كنظام.

 

لم نسمع منك يا غبطة البطريرك كلمة واحدة عندما شنت السعودية حرب عاصفة الحزم على اليمن، ولم نسمع كلمة اشادة واحدة عن حرب ايران ضد داعش والنصرة والجماعة التكفيريين والسلفيين الاشرار الذين جاءوا ليقتلوا شعبنا في العراق وسوريا وخاصة لبنان والذي قاومهم بشدة ومنعهم وضرب الارهاب كان حزب الله وكان القرار لبنانيا بحتا ولم يكن ايرانيا، وحزب الله له من الاستقلالية ما يكفيه لان ايران تشاور لبنان في الشؤون اللبنانية ولا تفرض اي شيء.

 

هنالك حملة شعبوية ترتكز على الهجوم على ايران من مثلث شرير يريد تدمير ايران وهي صامدة وستصمد واستغلوا ذلك في لبنان ودفعوا اموالا من اجل الحصول على شعبوية تحت عنوان الهجوم على ايران.

 

سؤال يا غبطة البطريرك بماذا اضرت ايران لبنان، قدمت له مشاريع مستشفيات ومدارس وشق طرقات واعمار جسور، قدمت الاموال لعائلات الشهداء الذين حرروا ارض لبنان وللمعاقين ولعائلات الشهداء واطفالهم.

 

ايران رمز للوقوف ضد الظلم، ايران مظلومة ايران هي العز وهي الصمود وهي مناصرة كل شعب مظلوم.

 

قدمت ايران كل العروض لمساعدة لبنان لكن لبنان ارضاء للولايات المتحدة لم يقبل اي مساعدة. اما السعودية ورحم الله الملك عبدالله بن عبد العزيز فقررت تقديم 3 مليارات دولار اسلحة للجيش اللبناني من صنع فرنسي ثم تم الغاء الصفقة تحت حجة ان السلاح قد يقع بأيدي حزب الله ويصبح حزب الله اقوى، فيما ايران رغم الغارات الجوية من العدو الاسرائيلي فاستمرت تدعم المقاومة اللبنانية بالسلاح والمال بتحرير ارض لبنان كله، وها هو لبنان باستثناء الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا كله محرر بفعل الدعم الايراني، لكن الاهم دماء شهداء حزب الله المجاهدين الذين هم لبنانيون ابا عن جد ومن مئات السنين لا يهابون العدو الاسرائيلي ولا يخافون منه وبفعل بطولاتهم ودعم ايران بالسلاح حققنا تحرير لبنان والانتصار على العدو الاسرائيلي.

 

يا غبطة البطريرك الذي نحترم لكن نتعجب من تصريحاتك ونقول لك ان قولك ان حزب الله هو جيش ايراني في لبنان كلام مغلوط للغاية وليس صحيحا ويناقض الواقع. حزب الله حزب لبناني ومجاهدوه مواطنون لبنانيون وايران داعمة لحزب الله وليس حزب الله جيشا ايرانيا في لبنان.

 

لذلك هذا الكلام عن ان حزب الله جيش ايراني كلام مرفوض ولا مصلحة للكنيسة المارونية الكاثوليكية ان تشعل فتنة بين الموارنة والطائفة الشيعية في وقت يحتاج لبنان الى حكمة وهدوء واستقرار ومعالجة المشاكل الذي فيه، لان الكلام ان حزب الله هو جيش ايراني هو صب الزيت على النار وما كانت بكركي لتصب الزيت على النار في تاريخها كله،لذلك نرفض كلامك بكل احترام غبطة البطريرك وليتك تزور الجنوب وتزور لوائح اسماء الشهداء وعائلاتهم ومؤسسات المعاقين وكيف ينعم الجنوب بسلام مفروض على العدو الاسرائيلي الذي يهاب القيام الان بأي عمل عدواني ضد لبنان بفضل المجاهدين اللبنانيين الابطال الذين هم مجاهدو الحسين ومجاهدو الله وبدعم عسكري ايراني هو السلاح فقط واما الذي يضع اصبعه على الزناد فهو المجاهد اللبناني من حزب الله.

 

شارل ايوب