كلام غبطة البطريرك بشارة الراعي بعد زيارته أمس قصر بعبدا ولقاء رئيس الجمهوريّة وحديثه عن حكومة أقطاب جعلتنا نتساءل: غبطته الذي قال نيابة عن كلّ اللبنانيّين «بدنا حكومة بقى.. متنا» إذا كنّا وبعد انفجار مرفأ بيروت ودمار نصف المدينة وتحت وطأة زيارتيْن لرئيس الجمهورية الفرنسي إيمانويل ماكرون والضغوط التي مارسها على القيادات اللبنانيّة لتشكيل «حكومة مهمّة» لإنقاذ لبنان، مرّ 300 يوم من دون تشكيلها، وبفضل كل السياسيّين عاجزين عن تشكيل حكومة فمن أين بالأقطاب يا صاحب الغبطة؟
من أين نأتي بكميل شمعون وريمون إدة وسليمان فرنجيّة ورشيد كرامي وغسان تويني، في زمن جبران باسيل يا صاحب الغبطة من أين نأتي بالأقطاب؟ حتى إذا تيسّرت الأمور ورغب الجميع في تشكيل هكذا حكومة، سينتقض جبران باسيل ويتصدّر ليقرّر هو من هم الأقطاب ومن ليسوا كذلك، تماماً مثلما سبق وقرّر أحجام الذين يدخلون حكومة بعد انتخابات العام 2018 وعدد وزرائهم باعتباره حاكم الظلّ في جمهوريّتنا السعيدة!!
يا غبطة البطريرك أنت ذاهب إلى روما وفي رقبتك قول كلمة حق أمام الكرسي الرسولي وقداسة البابا فرنسيس لأنّ القضيّة أبعد بكثير من استدعاء القيادات المسيحيّة إلى الڤاتيكان بكل خلافاتهم، لأنّ الحقيقة أنّهم «ما بيحلّوا وما بيربطوا» بهذه الجمهوريّة ثمّة مساحة لعب وتناور وتقاتل متروكة لهم إمعاناً في شرذمتهم وإظهار إنقسامهم لغاية في نفس يعقوب، والحقيقة للأسف أنّ نفس الفريق الذي أغرق لبنان في العامين 1989 و1990 وسلّمه للمحتلّ السوري، هو نفسه عاد ورهن لبنان في 6 شباط العام 2006 للمحتل الإيراني مقابل أن يصل إلى قصر بعبدا وقد وصل ولا يزال يؤدّي الدور الذي يخدم مصالح إيران في سبيل ضمان توريث كرسي بعبدا للصهر المدلّل.. غبطة البطريرك مطلوب كلمة حق تنقذ لبنان تخاطب بها العالم وأن تستنجد نيابةً عنّا بقداسته ـ ولا تخف من التخوين والتّهديد والتخطيط وخط الاغتيال ـ إرفع صوتك عالياً بأن لبنان مربوط بخيط الحرير الإيراني الذي «يلولح» به ويخنقه في فضاء شدّ حبال رهان التسوية مع أميركا، وحتى اتضاح مصيرها سيكون لبنان قد لفظ أنفاسه ومات وطناً وشعباً!!
مناورة حمقاء تلوَ الأخرى وفي كلّ مرّة ينصب نفس الفخّ للرئيس سعد الحريري يبيعونه حلاوة التسمية لتقطيع الوقت ثمّ يرمونه وحيداً في بحار العقد والتعقيد واستنزاف رصيده فيما يتفرجون على جبران باسيل وهو يعطّل نيابة عن الجميع مهمة الحريري العاجلة لـ»إنقاذ البلد» إن كان هناك ما تبقّى من هذا البلد المسكين يمكن إنقاذه!