Site icon IMLebanon

مصادر 8 آذار : الوضع معقّد… لكن المستقبل القريب سيحمل مفاجآت عديدة

 

استغربت مصادر ديبلوماسية أوروبية ما صدر عن البطريرك الماروني بشارة الراعي من بعبدا بشأن حكومة الأقطاب، فهي تنافي كل ما ينادي لأجله المجتمع الأوروبي والدولي والعربي، علماً أننا كما سبق وذكرنا فإن حكومة «الإنتخابات» باتت الخيار المفضل لدى فرنسا.

 

وتؤكد أوساط الراعي أن طرحه لا يعني تخلّيه عن المبادرة الفرنسية، أو عن فكرة تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، مشيرة إلى أن البطريرك طرح حكومة الأقطاب من باب وضع المسؤولين أمام مسؤولياتهم، بعد أن وصل الامر الى حدود تبادل الإهانات بدل الحوار، معتبرة أن حكومة الاقطاب أصلاً قد لا تكون متاحة في هذه المرحلة.

 

هو طرح لم يُولد ليعيش، فحكومة الأقطاب لا تفيد بالمرحلة الحالية لأسباب كثيرة جداً أبرزها المطالب الخارجية المتعلقة بشكل ومضمون الحكومة، وهو طرح مرفوض من قبل المعنيين بالتشكيل، فلا «تيار المستقبل» يرغب بحكومة كهذه، ولا رئيس الجمهورية، ولا الفريق الشيعي، وبالتالي يعلم البطريرك أن طرحه لن يُكتب له النجاح.

 

بالمقابل، تؤكد أوساط الراعي أنه مستمرّ في عمله إلى جانب رئيس المجلس النيابي نبيه بري لتذليل العقبات امام الحكومة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الراعي أصيب بخيبة أمل كبيرة بعد أحداث الأسبوع الجاري، ولكنه لن يستسلم.

 

لا يبدو أن الراعي وحده من لن يستسلم رغم صعوبة المهمة، فالفريق الشيعي لا يبدو أيضاً انه متجه الى «رفع العشرة»، وهو لا يزال يحاول تقريب وجهات النظر، الامر الذي يؤجّل بعض الشيء الخطوات التي قد يتجه إليها تيارا النزاع، ومنها الإستقالة من المجلس النيابي.

 

تتحدث مصادر رفيعة في فريق 8 آذار عن اتصالات قام بها الفريق الشيعي في الساعات الماضية أفضت إلى نوع من تهدئة إعلامية، ولكنها لم تؤد إلى أي نتيجة سياسية تتعلق بالعقدة الحكومية الخاصة بالوزيرين المسيحيين، مشيرة إلى أن الفريق الشيعي يعتبر التوقف عن المساعي حالياً هو كالانتحار، وفي الوقت يعلم أن فرص الوصول إلى حلول باتت ضئيلة جدا.

 

من هنا، جاء حديث وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي عن أن الحكومة الحالية قد تُجري الإنتخابات النيابية العام المقبل، وهذا ما تراه المصادر نتيجة حتمية للسواد الذي يلف الملف الحكومي حالياً، ولكن من السابق لاوانه الحديث عن نتيجة كهذه، لأن المعطيات قد تتغير في لبنان بين ليلة وضحاها، والأكيد أن المستقبل القريب سيحمل مفاجآت عديدة.

 

على صعيد رئيس الحكومة المكلف، تكشف مصادر سياسية مطّلعة أن الرأي الراجح في «تيار المستقبل» يرفض الاعتذار، ويربطه بحال كان الخيار الوحيد بالاستقالة من المجلس النيابي، مشيرة إلى ان الحريري لم يؤيد خيار الإستقالة، خاصة بعد الدعم الكبير الذي قدمه رئيس المجلس له ، وبالتالي، لم تعد «القوات اللبنانية» وحدها من ينتظر استقالة نواب «لبنان القوي» لأجل الإستقالة، فـ «المستقبل» بات ينتظر أيضاً.

 

وتضيف المصادر: «لم يشجع الفريق الشيعي أي كتلة على الإستقالة، فالكل يعلم بأنه لا يرغب بانتخابات مبكرة لأسباب استراتيجية سياسية لا علاقة لها بالنتائج المتوقعة في الإنتخابات، وتنقل بعض الاوساط عن أن هذا الفريق قد لا يسهل إجراء الانتخابات المبكرة حتى ولو استقالوا الذين يهددون بالاستقالة».