لا حسم حكومياً في الساعات المقبلة كما يحاول البعض أن يُشيع، فكل نوافذ الحلّ لا تزال مقفلة أمام اي مبادرات جديدة.
على رغم تعالي صرخات الناس في الشوارع وأمام محطات المحروقات والصيدليات، فإن كلّاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري لا يكترثان لوجع الناس، ويستمران في تعطيل تأليف الحكومة تحت مسمّيات عدّة ولأسباب تعود لمصالح كلّ منهما الشخصية.
وهذا الأمر يدفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى رفع الصوت أكثر وأكثر، والمناداة باسم الشعب بضرورة إيجاد حلّ للأزمة اللبنانية، وينتقد الحكّام بعنف من دون تمييز بين حاكم وآخر، لكن ليس هناك من آذان تسمع.
وأمام كل هذه الوقائع، إرتفعت أصوات سنّية تنتقد عظة البطريرك التي اعتبرت أنه لا يوجد تكليف أبدي، أي أن الرئيس المكلّف لا يستطيع أن يحتفظ بالتكليف ويترك البلاد بلا حكومة على الرغم من الأزمة التي تضربها.
وفي ردّ على انتقادات كلام الراعي، تؤكّد مصادر بكركي لـ”نداء الوطن” أن الراعي ينطلق في عظاته من هموم الناس ووجعهم ولا تهمه حقوق السياسيين والطوائف، فمن يوجّه له سهام الإنتقاد اليوم نسيَ أن سيد بكركي وقف بالأمس ورفض إعطاء أي فريق الثلث المعطّل”.
وتُشدّد المصادر على أن الراعي لا يقف مع عون ضد الحريري أو العكس، فهو لا يرحم أحداً من إنتقاداته، وبالتالي فإن كلّ من لا يبذل جهوداً للتأليف هو في دائرة إستهداف الشعب، والراعي يمثّل صوت الشعب لا صوت السياسيين الهادفين إلى شدّ العصب بغية تحصيل المكاسب فيما البلاد تغرق بالفوضى والأزمات.
وأمام امتعاض “بيت الوسط” ونادي رؤساء الحكومات السابقين من كلام الراعي، علماً ان الحريري والرئيس فؤاد السنيورة إتصلا أمس بالبطريرك، فإن الوضع يتّجه نحو التأزم، إذ إن البطريرك لعب دور الوسيط سابقاً وحاول تقريب المسافات بين عون والحريري، لكنه اصطدم بحائط المصالح وعدم الإكتراث بمصلحة الشعب والوطن.
وفي سياق الحديث عن أسبوع حسم حكومي، تنفي مصادر بكركي أن يكون الراعي يحمل في جعبته أي مبادرة جديدة خصوصاً بعد عودته من الفاتيكان واحتفال المئوية الأولى للعلاقات اللبنانية – السعودية، وتلفت إلى أن الراعي فعل كل ما بوسعه سابقاً وزار بعبدا مراراً والتقى الحريري لكن من دون فائدة، لذلك فالبطريرك بادر كثيراً والآن أتى دور كلّ من عون والحريري ليبادرا إذا كانا على قدر المسؤولية.
وتفصل البطريركية حدث بكركي الخميس الماضي عن ملف تأليف الحكومة، وتؤكد مصادرها أن كل الكلام عن عرقلة خارجية للتأليف ليس صحيحاً، فلو اجتمع كل من عون والحريري لوحدهما واتفقا على حكومة جديدة ولم يردّا على أحد هل يستطيع أي طرف خارجي عرقلة ولادة الحكومة؟
ترى بكركي أن لا أمل من هذه الطبقة الحاكمة، فقد بتنا على أعتاب عام من إنفجار المرفأ، وهؤلاء السياسيون لم يتحرّكوا لكشف الحقيقة بل هم يعرقلونها، ولم يشكّلوا حكومة تاركين البلاد تواجه رياح الأزمات، وبالتالي ما على الشعب إلا الإنتفاضة على هذه الطبقة الحاكمة بعد استنفاد كل الحلول.