IMLebanon

الراعي يتنفّس الصعداء… العبرة بالتنفيذ بعد التأليف

 

 

تنام البلاد على خبر إيجابي يوحي بقرب نهاية الأزمة بعد ولادة الحكومة لتستفيق على الأجواء السلبية التي تؤكّد أن مسلسل الإنهيار لا يزال في حلقاته الأولى.

 

كفر الشعب اللبناني بكل السياسيين، وإذا كان تشكيل الحكومة منح بعضاً من الإرتياح، إلا أن التأليف بلا خطوات إصلاحية سيكون كارثياً وشبيهاً بالفراغ الذي عاشه لبنان في الأشهر الماضية.

 

ويُعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من الوسطاء الذين عملوا سابقاً على خط تذليل العقبات، وفي السياق، تؤكّد مصادر كنسية ان كل ما كان يحصل في ملف تأليف الحكومة يدل على وجود أيادٍ خفية تعمل على تدمير هذا الكيان، إذ إن الإستمرار لأكثر من سنة بلا حكومة هو الإنتحار بعينه.

 

وتحذّر الكنيسة من تنامي الدويلات على حساب الدولة، ففي السابق كانت هناك حرب أهلية إمتدّت على مدى 15 عاماً ولم نشهد هذا الإنهيار الرهيب الذي تعيشه المؤسسات ولا هذا التفكّك المقصود.

 

من هنا فان الراعي الذي يتابع أبسط تفاصيل هموم المواطنين بات على يقين أن لا تغيير فعلياً مع هذه السلطة، فمن زرع الخراب والإنهيار لا يمكنه أن يكون المنقذ للوضع، فلو كانت النوايا صافية لما وصلت الأمور إلى هذا الحدّ من الإفلاس السياسي والأخلاقي والوطني.

 

حاول الراعي كثيراً أيام تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة ووصل إلى حائط مسدود مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري ورئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل، ما دفعه إلى رفع الصوت عالياً لكن من دون أن تؤدي صرخات الضمير التي أطلقها إلى نتيجة.

 

ويواصل الراعي إتصالاته مع الفرنسيين بشكل أساسي ويتشاور مع الجميع، من أجل تأمين الدعم المطلوب للحكومة الجديدة شرط السير بخريطة الطريق المرسومة للوصول إلى الإصلاح.

 

لا شكّ أن البطريرك الراعي تنفّس الصعداء بعد نجاح الرئيس نجيب ميقاتي في تأليف الحكومة، لكن الحذر الشديد لا يزال موجوداً، إذ إن التأليف لا يعني إنقاذ الوضع والحفاظ على الكيان، بل إن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، وهذه الخطوة مطلوبة من حكومة ميقاتي وبقية القوى السياسية وإلا فان الهيكل سيسقط على رؤوس الجميع.

 

وإذا كان الراعي قد وصل إلى مرحلة اليأس من المسؤولين الذين كانوا يعملون على تأليف الحكومة، إلا أن صعوبة المرحلة ودقتها تتطلّب من الجميع إجراء كل المحاولات ومساعدة الحكومة، لذلك فان الراعي يبقي قنوات الإتصال مفتوحة مع الجميع وعلى رأسهم رئيس الجمهورية وميقاتي من أجل حشد الدعم للحكومة.

 

وتعتبر بكركي ان الأساس كان التأليف لكن العبرة بالتنفيذ، فالوضع لا يحتمل الدلع، وأي مناكفة حكومية ستجلب المزيد من الويلات، فالأمل كان على الحكومة الجديدة، وإذا فشلت هذه الحكومة فان حجم الخيبة سيكون أكبر.