Site icon IMLebanon

البطريرك و«ادّعاء الشرعيّة»

 

 

أشار البطريرك بشارة الرّاعي في عظته أمس الأحد إلى حزب الله قائلاً «لا يجوز ادّعاء الشرعيّة وهناك من أنشأ جيشاً بديلاً للدفاع عن دولةٍ ثانية» يعيش اللبنانيّون مشاعرَ مريرة لإدراكهم أنّ لبنان وشعبه تحت احتلال إيراني، غير معلن حتى اليوم، ينفذّه حزب الله، وأنّ سقوط لبنان هذا وإن تأخّر فهو لم يعد ببعيد أبداً، بالأمس قال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدّين «حتى الآن لم نخض معركة إخراج الولايات المتحدة الأميركيّة من أجهزة الدولة» هل هناك ادّعاءٌ أسوأ من هذا الكلام؟

 

كلام صفيّ الدّين في منتهى الخطورة خصوصاً وأنّ حزبه الغارق في عمالته لإيران ينصّب نفسه موزّعاً لتهم العمالة، وعندما يعلن صفي الدّين أنّ «أميركا تؤثر في لبنان أمنياً وسياسياً ومالياً واقتصادياً، وهي قوية في الدولة، ولديها الكثير داخلها» فهذا يعني أنّنا ذاهبون باتجاه مرحلة يضطهد فيها حزب الله كلّ صوت يُنادي بالسّيادة اللبنانيّة ويتّهمه بالعمالة لأميركا!

 

حسناً فعل البطريرك الرّاعي بإشارته إلى «من أنشأ جيشاً بديلاً للدفاع عن دولةٍ ثانية»، وإذا كان البطريرك استخدم الرّمز ليشير إلى حزب الله، فإنّ الحزب لم يخفِ يوماً هذا الأمر، بل لطالما كان مدعاة فخره، وهذا كلام جاء منذ بدايات الحزب وحتى اليوم ولطالما تمّ إعلانه وبالمشبرح «كلّنا في لبنان حاضرون للتّضحية بأنفسـنا وبمصالحنا وبأمننا وسـلامتنا وبكلّ شـيء لتبقى الثّورة في إيران قويّة متماسـكة (النّهار 9 آذار 1987)، وبالرّغم من إشارة البطريرك إلى حزب الله من دون أن يسمّيه فإنّ هذه الإشارة تأتي بعد فوات الأوان وبعدما يتحضّر حزب الله لتصفية كلّ لبناني لا يزال متمسّكاً بسيادة لبنان وسيتمّ تدفيعه ثمن موقفه هذا إلى درجة فضحها كلام صفيّ الدّين لأنّه كشف مخطّطات حزب الله في الأيام المقبلة!

 

سبق وكتبنا في هذا الهامش أنّنا أمام «امّة حزب الله» بحسب تعريف الحزب لنفسه، أمّا بحسب معتقده بإيران فإن «الجمهورية الإسلامية في إيران مسؤوليتنا جميعاً وليست مسؤولية الشعب الإيراني وحده، وعلى المسلمين أن يخدموها ويساعدوها لأنها قلب الإسلام النابض وقرآن الله الناطق (العهد 23 حزيران 1989).

 

ومنذ أربعين عاماً لم يقدّم حزب الله نفسه إلا جزءاً من إيران في لبنان ومنذ البداية لم «يغشّ» حزب الله أحداً لا في لبنان ولا في العالم العربي، لقد ابتليَ لبنان بإيران وقبضها على مصيره، يدفع لبنان ثمن الخطأ الكبير الذي ارتكبه وليد جنبلاط عندما لهث خلف مصالحه الانتخابيّة فضحّى بلبنان من أجل حصوله على أصوات الشيعة في منطقة بعبدا في انتخابات العام 2005 كان العالم يطالب لبنان بتطبيق القرار 1559 فانبرى جنبلاط لخداع دول العالم واللبنانيّين أيضاً مدّعياً أنّ سلاح حزب الله شأنٌ لبناني داخلي يحلّه اللبنانيّون بين بعضهم البعض!