IMLebanon

صرخات الراعي مسموعة ولا يؤخذ بها…؟!

 

 

على وقع ما تشهده الساحة اللبنانية، وتعيشه من كوارث وأزمات، متعددة المصادر والعناوين والاهداف  السياسية والاجتماعية والمعيشية والخدماتية، التي تكللت مع الانهيار الشامل للطاقة الكهربائية… فإن الافرقاء السياسيين، وغير السياسيين، على وجه العموم، وفي الطليعة رئاسة الجمهورية، ماضون في سلوكية المزايدات وإعدادً العدة لإنجاز الاستحقاق الانتخابي في موعده في الثامن من ايار العام المقبل…

 

يرتفع منسوب تحذيرات البعض من الاستقواء بالعوامل الخارجية، الدولية والاقليمية، التي دخلت على الخط من غير حياء يذكر، خصوصا وأن الانقسامات الداخلية التي انعكست سريعا في «حكومة الانقاذ». الجديدة، لم تتأخر في الظهور والانكشاف، وقد فاجأت عديدين، والساحة الداخلية تشهد حالة كارثية على مستوى قطاع الكهرباء، ولم يمض على تشكيل الحكومة اكثر من اسبوعين، ورئيسها نجيب ميقاتي، يستعد مع لجنة وزارية لبدء التفاوض مع «صندوق النقد الدولي» لتوفير الدعم المالي المطلوب….

 

لم يبق عديدون اسرى الكتمان، وقد اطل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، من على منبر المقر الصيفي في الديمان، معلنا جملة مواقف وتحذيرات ودعوات، صبغت حياته اليومية، وقد اعطى الازمات اللبنانية اولوية الاولويات، التي هي في جوهرها، انعكاس لصراعات مصالح داخلية وخارجية متداخلة، تستند على افرقاء في الداخل اللبناني، منقسمين على انفسهم وفق المصالح والارتباطات، حيث لكل فريق من هؤلاء مرجعيته…. وقد دخل صاحب الغبطة على الخط، داعيا الى وجوب ان «تتخطى الحكومة انتماءات اعضائها، وتعلو فوق الاحزاب والطوائف، حيث ان الشعب لم يعد يحتمل تدوير الزوايا بين الحق والباطل، وبين السادة والاذعان وبين القاتل والضحية…»؟!

 

تصطبغ مواقف البطريرك، على وجه العموم، بطابع سياسي يتميز به عن العديد من المرجعيات الروحية، الغارقة في المستنقعات السياسية الى ابعد الحدودً… وقد كانت له على مدى الاشهر الماضية جملة دعوات لتحييد لبنان، توجت بزيارته بابا روما، ولم يؤخذ بها، مع تمسكه بالتحذير من الاستقواء بالعوامل الخارجية… حيث اطل في آخر ايامه الصيفية، من على منبر الديمان، بمواقف صوّب فيها على «حزب الله»، من غير ان يذكره بالاسم. منتقدا بقسوة «ترك المعابر الحدودية مشرعة… وتعددية السلاح وازدراء المؤسسات…» ليخلص مؤكدا اننا لا نستطيع رفع شعار «النأي بالنفس» ونبقى منحازين الى محاور اقليمية تتنافى مع مصلحة لبنان….»؟!

 

يتطلع عديدون الى ما يمكن ان تكون عليه. المواقف وردات الفعل ازاء مواقف البطريرك الأخيرة، وهي ليست بنت اليوم او وليدة الساعة… وقدً اخذ على «المنظومة» السياسية – المالية – الاقتصادية – الاحتكارية القابضة على القرارات، «تحجر قلوب» اركانها، وهو الذي لا يترك مناسبة، إلا ويتحدث فيها بنبرة عالية وصوت مسموع قائلا «ان هذا الواقع المر، لم يمس قلوب المسؤولين وضمائرهم… وهم ماضون في سلوكياتهم التي اعتمدوها ودرجوا عليها…» ما سبب برودة لافتة في العلاقات مع رئيس الجمهورية وفريقه… رغم عدم القطيعة.

 

البلد ينهار، لكنه لن يموت ولن يفنى، رغم دعوات قيادات عونية الى التقسيم والفيدرالية، والانظار تتجه الى الآتي من الايام، وما يمكن ان تؤول إليه المساعي الفرنسية لإعادة الحياة الى العلاقات اللبنانية مع سائر الدول العربية، وتحديدا الخليجية منها… وقد أجرى وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان محادثات مع نظيره السعودي، عشية زيارته المملكة، معلنا ان «تشكيل الحكومة في لبنان خطوة مهمة للنهوض بالبلد…» مؤكدا وجوب تنظيم انتخابات مستقلة وشفافة… «مستندا في ذلك الى مواقف الرئيس نبيه بري الذي يتمسك بمضمون المبادرة الفرنسية والسعي لإجراء تعديلات أساسية على قانون الانتخابات الحالي…»؟!