IMLebanon

مواقف الراعي جرس إنذار لما يخطَّط للبنان بعد القطيعة مع الخليج

 

انكشاف البلد على المخاطر الإجتماعية يسرِّع وتيرة التحركات الإحتجاجية

 

 

أعاد الثوار تحريك الشارع، وإن ليس بالقدر الذي كان مأمولاً من الزخم المناطقي، على طول مساحة البلد، لكنهم بعثوا برسالة أن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو من الانهيار على مختلف الأصعدة، مع الارتفاع غير المسبوق في سعر صرف الدولار في السوق السوداء. وهذا بالتأكيد سيفتح المجال أمام مرحلة جديدة، ستترك تداعياتها على الوضع الداخلي، في حال لم تعاود الحكومة اجتماعاتها لإخراج البلد من المأزق الذي يمر به، ويتهدده بأفدح الخسائر، على وقع عجز المسؤولين عن القيام بأدنى واجباتهم تجاه الشعب.

 

 

ومع انكشاف البلد على شتى المخاطر الاجتماعية والحياتية، تشير المعطيات إلى أن التحركات الميدانية، ستتسارع وتيرتها لتشمل كل المناطق وعلى نحو غير مسبوق، بعدما بلغت الأمور حداً لا يمكن السكوت عنه، وسط هذا الإخفاق  غير المبرر من جانب السلطة الحاكمة، بعدما أضحت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مشلولة وغير قادرة على أداء دورها، في ظل الهجمة على المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، باعتبار أن منظومة التسلط والإذلال تريد التعمية على الجريمة ودفن التحقيق.

 

ومع ازدياد عزلة «حزب الله» العربية والدولية، وهو أمر بالغ الخطورة على الحزب، وسيجعله في موقف لا يحسد عليه، فإن أوساط دبلوماسية خليجية، لا تخفي خشيتها من أن «تزيد هذه العزلة من حراجة الظروف البالغة الصعوبة التي يمر بها لبنان»،  مشددة على أن «العالم كله بات يدرك أن هذا الحزب يتحمل مسؤولية أساسية في إيصال الوضع في لبنان إلى ما وصل إليه، وما تسبب به حليف إيران من إساءة وتخريب للدول الخليجية التي عانت الأمرَّين من أفعاله وممارساته». وتدعو الحكومة إلى التخلص من قيود الحزب، لأن مصلحة البلد هي الأساس، ولا يمكن تالياً، استمرار الارتهان لحلفاء إيران في لبنان والمنطقة. ولذلك، فإن «لا خروج من الورطة المعيشية الاقتصادية، قبل تفعيل نشاط مجلس الوزراء أولاً، وقبل الذهاب إلى صندوق النقد ثانيا، وقبل المصالحة مع الدول المانحة ثالثا، التي تشكل في الواقع، العمودَ الفقري للصندوق. ففي ظل القطيعة الخليجية، لن يكون هناك دعم ولا إنقاذ ولا مساعدات.

 

وقد توقفت  مصادر مسيحية معارضة، بكثير من الاهتمام أمام ما قاله البطريرك بشارة الراعي في حواره التلفزيوني، أول أمس، مشيرة إلى أن ما صدر عن «سيد» بكركي، يعبر عن لسان حال اللبنانيين الرافضين لمصادرة قرار الدولة اللبنانية، والإساءة لعلاقات لبنان العربية والدولية»، واعتبرت أن مواقف البطريرك، بمثابة، «جرس إنذار لما يخطط للبنان من جانب ما يسمى بمحور الممانعة، ولا بد من جميع اللبنانيين أن يقفوا صفاً واحداً لمواجهة المخطط اللعين الذي يستهدف البلد»، ومشيرة إلى أن بكركي، تدرك أكثر من غيرها الانعكاسات البالغة الخطورة لمسار الأمور، في حال استمرت القطيعة مع الدول الخليجية التي كانت دائماً السند والعضد للبنان وشعبه. وبالتالي فإن البطريرك حريص على أن تستعيد العلاقات مع الخليج عافيتها، لما في ذلك من مصلحة كبيرة للبنان وشعبه.

 

ومع بدء الاستعدادات للانتخابات النيابية من جانب القوى السياسية، وفي الوقت الذي يكتنف الغموض عودة رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري إلى بيروت، وما إذا كان سيشارك في الانتخابات النيابية المقبلة، أشارت مصادر قيادية في التيار «الأزرق»، إلى أن «القرار عند الرئيس الحريري وحده، وكل ما يقال مجرد تحليلات وتخمينات لا يعتد بها، بانتظار القرار الحاسم الذي سيتخذه الحريري في هذا الشأن»، في وقت تعرب أوساط نيابية في «الحزب التقدمي الاشتراكي» وحزب «القوات اللبنانية»، عن اعتقادها أن الأمور ذاهبة إلى تحالف انتخابي مع «المستقبل»، إذا ما سارت الأمور على النحو المطلوب، توازياً مع ارتفاع منسوب القلق على الاستحقاق النيابي، إذا ما أرادت قوى الأمر الواقع أن تدفع به إلى التأجيل أو الإلغاء، على غرار ما حصل مع انتخابات أطباء الأسنان، مع ما أثاره ذلك من مواقف رافضة ومستنكرة.