IMLebanon

هذه العناوين التي طرحها الراعي خلال زيارته مصر

 

 

أكدت مصادر كنسية رفيعة، واكبت زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى مصر، أن المواضيع الأساسية التي طرحها سيد بكركي خلال لقاءاته مع المسؤولين المصريين، وعلى رأسهم مع رئيس الجمهورية المصري عبد الفتّاح السيسي، قد تمحورت حول عناوين لها علاقة بالواقع اللبناني المهترئ، والذي يعاني من انهيار مالي واقتصادي مخيف، والذي هو بحاجة إلى التفاف عربي ودولي حوله لمحاولة انتشاله من الواقع المأسوي الذي يعصف به، خصوصاً في ظل استقواء البعض في الداخل على المؤسّسات الدستورية والحلول محلها. وتابعت المصادر نفسها، أن الملف الأساسي الذي تطرّق إليه الراعي، هو ضرورة العودة إلى بنود اتفاق الطائف الذي توافق عليه اللبنانيون، من خلال تطبيقه نصاً وروحاً. وأيضاً كان هناك تشديد من قبل البطريرك، على ضرورة إعلان حياد لبنان من قبل كافة الدول الكبرى، لا سيما منها المعنية بشكل مباشر بهذا البلد الصغير، لأنه من خلال هذا الحياد فقط يمكن إخراج لبنان من دائرة التجاذب الإقليمي والدولي، وعدم إبقائه كمنصّة وصندوق بريد تُبعث عبره الرسائل بين هذه الدولة وتلك وهذا المحور وذاك.

 

وبالإضافة إلى هذه الملفات، طرح الراعي مسألة الإستحقاق الإنتخابي النيابي المقبل، وأكد على ضرورة التعامل معه كموجب دستوري، معتبراً أنه على جميع اللبنانيين المشاركة وبكثافة في عملية الإقتراع، في محاولة لإعادة إرساء أسس دولة المؤسّسات والشرعية الحقيقية، الأمر الذي يوحي بالثقة لكافة اللبنانيين على مختلف مشاربهم الطائفية والمذهبية.

 

وفي حين أشارت المصادر الكنسية الرفيعة نفسها، إلى أن زيارة البطريرك الراعي إلى مصر كأكبر دولة عربية إسلامية، ليطلق منها صرخته وهواجسه ومخاوفه على لبنان، الذي بدأ يفقد هويته العربية ونظامه السياسي الديموقراطي، في مرحلة بالغة الدقة والخطورة مالياً واقتصادياً وحياتياً، جراء انهيار العملة الوطنية. ونوّهت المصادر بالدور الطليعي الذي يضطلع به سيد بكركي في هذه المرحلة المفصلية، بحكم مسيرة الصرح البطريركي، ودوره التأسيسي لقيام دولة لبنان الكبير، بحيث وعلى هذه الخلفية، يطالب الراعي بضرورة اعتماد سياسة الحياد، التي كان استعرض أسسها مع البابا فرنسيس الأول خلال اللقاء الروحي الذي عقد على نية لبنان في الفاتيكان، والذي يبدو، وبحسب المصادر الكنسية، أن حراك البطريرك مستمر لاعتماد هذا الحياد، الذي هو بحاجة إلى توقيت دولي معيّن لإنضاجه وترجمته على أرض الواقع.

 

وأشارت المصادر الكنسية ذاتها، الى أن الكرسي الرسولي مهتم جداً بالقضية اللبنانية، وضرورة الحفاظ على دور هذا البلد الصغير الذي كان وصفه البابا يوحنا بولس الثاني بأنه «رسالة أكثر منه وطنا»، مع الإشارة إلى دوره كبلد الرسالة والسلام، وأهمية الوحدة الوطنية فيه والتعايش المسيحي ـ الإسلامي، الذي هو الجسر للعبور إلى التفاهم والتوافق الداخلي بين جميع أبنائه.

 

وإذ أكدت المصادر الكنسية، أن الحبر الأعظم لا يتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، لا سيما لبنان، إلا أن الفاتيكان حريص جداً على حماية الوجود المسيحي فيه، ويبدي تخوّفه من كثافة الهجرة المسيحية الحاصلة اليوم، لا سيما من جيل الشباب، كما كانوا قد هاجروا أيام الحرب الأهلية التي عصفت به في السبعينات والثمانينات. وأشارت المصادر إلى أن لبنان في خطر اليوم، على عكس ما يحاول البعض الإيحاء به،، ولهذا قال البطريرك الراعي أمام الرئيس السيسي، أن لبنان ليس على ما يرام، مشدّداً على أولوية اعتماد الحياد الإيجابي كمدخل لإنقاذ لبنان من جحيم جهنّم الذي وقع فيه.