IMLebanon

“كلامكم بوصلة وبوليصة الخلاص”

 

 

في أسبوع «البشارة» أسبوع التلاقي الوطني العابر للطوائف زيارتان للخارج.

 

رئيس الجمهورية اللبنانيّة يُصَرّح بعد مقابلة قداسة البابا فرنسيس ومعاونيه والرئيس الإيطالي ومعاونيه:

 

1 – «إنّ المسيحيّين في لبنان ليسوا في خطر. وقد قيل أنّه صرّح بأنّ حزب الله يحمي المسيحيّين».

 

2 – «ليس لحزب الله، المكوّن من لبنانيّين، من تأثير بأي طريقة على الواقع الأمني للّبنانيّين في الداخل».

 

3 – «حزب الله يحمي لبنان من الخطر الإسرائيلي، وهناك أجزاء من أراضي لبنان وسوريا، نعم سوريا، لا تزال مُحتَلّة وعندما نصل إلى تحريرها لن يبقى هناك من نزاع عسكري مع إسرائيل».

 

4 – «في قضيّة تفجير مرفأ بيروت أكّد الرئيس أنّ هناك نزاعاً بين من يريد العدالة ومن لا يريدها وبعض الأفرقاء يعارض المسار القائم.»

 

لفخامة الرئيس نقول:

 

1 – صدقتم، إنّ المسيحيّين الذين غادروا الوطن لم يعودوا بخطر، أما باقي المسيحيّين، كباقي المسلمين الذين لا يزالون في لبنان لضيق ذات اليد، فَهُم يرزحون تحت كاهل جميع الأخطار الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافيّة والأمنية.

 

2 – بالنسبة إلى عدم تأثير «حزب الله»، المكوّن من لبنانيّين، على الداخل اللبناني، فإنّنا نعدّد:

 

– استباحة المعابر الشرعية وغير الشرعية لإدخال وإخراج كلّ أنواع الممنوعات والمحظورات والمحروقات.

 

– رفع الإصبع للقول تأدّب، تأدّبوا.

 

– الكلام عن مئة ألف مقاتل ومئة وخمسين ألف صاروخ ذكي وغير ذكي والتباهي بمصانع المسيّرات.

 

– التهديد بقبع القضاة وعرقلة التحقيقات في تفجير المرفأ.

 

– الهجوم بترسانات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة على عين الرمّانة وتوقيف أبنائها الصامدين بأرضها.

 

– استدعاء رئيس حزب القوات اللبنانيّة الدكتور سمير جعجع دون استدعاء قيادات «حزب الله» و»حركة أمل» وغيرها الكثير الكثير.

 

إذا كان كلّ ذلك، وهذا غيضٌ من فيض، لا يؤثّر على الوضع الأمني الداخلي اللبناني فماذا يجب أن يحصل أكثر لنشعر بالتأثير؟

 

أمّا القول إن «حزب الله» مُكَوَّن من لبنانيّين بمعنى أنّ الحزب ليس قوة احتلال غريبة، فإنّنا نردّد مع طرفة بْنُ العبد، «وظلم ذوي القربى أشدّ مَضاضةً».

 

3 – في موضوع تفجير مرفأ بيروت وتدمير نصف العاصمة وسقوط آلاف القتلى والجرحى، كنّا نتمنّى على فخامتكم تسمية من هم الذين لا يريدون الحقيقة في ملف التفجير ولماذا؟ هل تجرؤون؟

 

4 – أمّا مسك ختام مقابلتكم فهو تصريحكم عن قضيّة الأراضي اللبنانيّة والسورية المحتلة من إسرائيل ليحرّرها «حزب الله» إذ أكّدتم أنّ «حزب الله» يحمي لبنان من الخطر الإسرائيلي.

 

كنّا نتمنّى أن نعرف عن أيّ أراضٍ تتكلّمون؟ مزارع شبعا، تلال كفرشوبا، الغجر؟

 

للمرّة الألف نقول، إنّ العدو الصهيوني يُطالبنا منذ العام 2000، تاريخ خروجه من لبنان، أن نُبرِزَ للأمم المتّحدة ما يفيد أنّها أراضٍ لبنانية مع اعتراف سوريّ، لأنّ إسرائيل احتلّتها مع الجولان وكانت تلك الأراضي، في حينه، من ضمن الجغرافيا السورية، إلّا إذا قصد الرئيس عون أن تحرير الجولان هو من مهمة «حزب الله» أيضاً !!!

 

في الوقت ذاته كان بطريرك الموارنة لإنطاكية وسائر المشرق يزور القاهرة ويلتقي الرئيس السيسي وشيخ الأزهر وأمين عام جامعة الدول العربيّة، ويردّد مواقفه الواضحة وضوح الشمس.

 

1 – الالتزام بالدستور اللبناني وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتيّة الشرعيّة ورفض كل سلاح غير شرعي تحت أيّ عذر أو مسمّى.

 

2 – الالتزام بمواثيق وقضايا وقرارات جامعة الدول العربية.

 

3 – الالتزام بالقرارات الدولية.

 

4 – الالتزام بالحياد الإيجابي وبدور لبنان الرسالة والحضارة والانفتاح والتعايش بين مختلف الأديان والطوائف والمذاهب بروح الأخوّة والشراكة.

 

5- المطالبة بمؤتمر دولي يساعد لبنان على الحفاظ على تحقيق كل ما سبق.

 

ففي حين يُسَلّم رئيس البلاد، وهو قائد سابق للجيش، مهمّة حماية لبنان إلى قوى غير شرعيّة، يُدافع عنها في المحافل الدولية، أكان بسبب إيمانه بمعتقداتها أم لأسباب مصلحية توريثية، يأتي كلام غبطة البطريرك الوطني، باِسم التاريخ والكيان والدور والحضارة وباِسم كلّ الوطن وكلّ شعبه بكل طوائفه، ليُبقي لبنان على الخريطة العربية والدولية.

 

غبطة البطريرك، كلامكم بوصلة وبوليصة الخلاص، ومعكم ومع صمود السياديّين من كل الطوائف سينجلي الليل.