IMLebanon

الدستور  

 

 

ما قاله غبطة البطريرك بشارة الراعي أمس لوفد نقابة الصحافة كان حاسماً ودقيقاً، وبدا قلقاً من التطورات وواقع الحال، وكانت نبرته الصادقة حادة تعبّر عن استيائه الشديد ممّا آلت إليه الأوضاع، خصوصاً أنّه يرى أنّ الدستور هو الأضعف في لبنان.

 

نبدأ بقوله عن عمل مجلسي النواب والحكومة، إذ قال: الحكومات التي تشكلت تحت شعار الوفاق الوطني أثبتت فشلها في إدارة شؤون الدولة، والأسوأ انها نقلت الخلافات من المجلس النيابي الى مجلس الوزراء.

 

وقال: لماذا يرسلون مندوبين ممثلين عنهم الى مجلس الوزراء، فليتمثلوا بأنفسهم مباشرة ويوفروا علينا العودة الى المرجعيات في كل صغيرة وكبيرة، فكيف يكون لكل حكومة مجموعة من المرجعيات تحت شعار حكومة الوفاق الوطني وهي غير قادرة على أي إنتاج؟

 

وقال: قديماً ألفت الحكومة (مرات) من أربعة وزراء، فالمسألة ليست في العدد، والعكس صحيح، يجب أن تشكل حكومة ليس لها علاقة بالمجلس النيابي من حيث العضوية، فقط تكون العلاقة في إطار تعاون السلطات وليحاسبها المجلس على أعمالها.

 

وعن الأزمة المالية والاقتصادية كان صريحاً: ان القانون ٤٦ المتعلق بسلسلة الرتب والرواتب والذي لغاية اليوم لا إحصاء دقيقاً لكلفته هو الذي أوصل البلد الى هذه الضائقة المالية والاقتصادية، ولغاية اليوم لا يستطيعون أن يعطونا رقماً واضحاً عن الكلفة، ان الموافقة على السلسلة كانت جريمة كبيرة، ولكن للأسف ان توقيت إقرار السلسلة كان متزامناً مع موعد الانتخابات النيابية القريبة آنذاك، ففعل النواب ما ظنوا أنه يرضي الناخب وإن كان يسيء الى الوطن.

 

وعن انعكاس القرار على المدارس عموماً والكاثوليكية خصوصاً، هناك مشكلة كبيرة: لا الأهالي قادرون على الزيادة في الأقساط، ولا المعلمون يتساهلون في حقهم القانوني، فإذاً نحن في مأزق كبير.

 

أمّا بالنسبة الى «الحراك» فأيّد غبطته الثورة غير الطائفية ولكنه قال حذار حذار أن تتحوّل الإنتفاضة الى الشغب، فما جرى في اليومين الأخيرين غير مقبول، والإعتداء على الناس مرفوض… ولكن مرفوض أيضاً أن يعتدي الناس على القوى الأمنية التي تحافظ على أمنهم، وممنوع الإعتداء على الأملاك الخاصة والعامة، وما جرى من إعتداء على البنك المركزي وسائر المصارف غير مقبول ولا يليق بهذه الثورة.

 

وأضاف: ان الإنجازات التي حققتها الثورة: من إسقاط الحكومة، الى الإصرار على حكومة من خارج البرلمان وخارج السياسيين قد تكون شبكة خلاص.

 

وفيما جزم غبطته بأنّ الدستور اللبناني هو الأضعف في لبنان، قال أخيراً: إنّ هذا الوطن متروك من أميركا وأوروبا ولا أحد يهمه ما يحصل عندنا لذلك علينا أن نهتم بأمورنا وأن ننقذ بلدنا مما يعانيه من مِحَن وأزمات بأنفسنا لنصل الى شاطئ الأمان.