Site icon IMLebanon

العين على موقف «حزب الله»… فهل يسهل الدعوة البطريركية؟

 

لم يعد أمام البطريرك بشارة الراعي الذي ضاق ذرعاً بمحاولات عرقلة ولادة الحكومة الجديدة، إلا الدفع باتجاه عقد لقاء «غسيل قلوب» بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، من أجل التوافق على إعلان التشكيلة العتيدة. وهو اللقاء المنتظر في وقت قريب بعد موافقة الطرفين، على أن يتحدد موعده في الأيام القليلة المقبلة، وفقاً للمعلومات المتوافرة لـ«اللواء» من مصادر عليمة، بعدما وضع البطريرك الراعي كل ثقله في هذا الموضوع، وتمنى على الرئيس عون قبول دعوته للقاء الرئيس المكلف برعايته، من أجل بت الموضوع الحكومي، والعمل على تحقيق التوافق بشأن الحكومة الجديدة، ومن ثم العمل على إصدار مراسيم تأليفها في أسرع وقت.

 

وتشير المعلومات إلى أن بكركي التي تدرك مخاطر ما ينتظر لبنان، ترى انطلاقاً من موقعها المسيحي والوطني، أنه لا يمكن الانتظار دون حكومة، لما يشكله ذلك من استنزاف كبير للبنانيين الذين يعانون ظروفاً بالغة الصعوبة تفترض من المعنيين بالشأن الحكومي الاستجابة لنداء البطريرك في إزالة العراقيل من أمام تأليف حكومة اختصاصيين تعمل على إنقاذ البلد من المخاطر التي تتهدده، بانتظار أن يستجيب الرئيسان عون والحريري للنداء البطريركي، ويعملان تالياً على تجاوز العقبات الموضوعة على طريق التشكيل، بما يمهد الطريق للإعلان عن الحكومة في القريب العاجل، في حال لم تستجد عقبات تؤخر الولادة.

 

ولا تخفي أوساط متابعة لملف التأليف قلقها من بروز عقبات في اللحظات الأخيرة، قد لا توفر الأجواء المناسبة لنجاح المساعي البطريركية التوفيقية، بانتظار معرفة موقف «حزب الله» الحقيقي، وما إذا كان فعلاً يريد دعم هذه المساعي، أم أنه لن يفرج عن الحكومة إلا وفق التوقيت الإيراني، وهو أمر لم يعد خافياً على أحد، باعتبار أن إيران لا تتردد في استخدام الورقة اللبنانية في المفاوضات الإقليمية الدائرة، أو كساحة لتبادل الرسائل مع الأميركيين والإسرائيليين، الأمر الذي يجعل التكهن بموعد ولادة الحكومة، بالغ الصعوبة مع اشتداد الصراع الإيراني الأميركي، بانتظار تسلم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامها بشكل رسمي في العشرين من الجاري. وقد ظهر ذلك جلياً من خلال المواقف الأخيرة لقائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني، وما أثارته مواقفه من انتقادات واسعة في الأوساط اللبنانية. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن أمر الحكومة لن يحسم إلا إذا استجاب «حزب الله» للرغبة البطريركية بتأليف سريع للحكومة.

 

الرئيس المكلف مستعد لكل ما من شأنه الاستعجال في التأليف وفق الشروط التي وضعها

 

وتؤكد في هذا الإطار مصادر نيابية بارزة في تيار «المستقبل» لـ«اللواء» أن الرئيس المكلف مستعد لكل ما من شأنه الاستعجال في تأليف الحكومة وفق الشروط التي وضعها، وانطلاقاً من مضمون المبادرة الفرنسية الوحيدة التي لا تزال موضوعة على الطاولة، وهو الأمر نفسه بالنسبة إلى البطريرك الراعي الذي يعتبر أن هذه المبادرة تشكل المعبر الأساسي لولادة حكومة اختصاصيين مستقلين غير حزبيين، في وقت لا زال هناك من يحاول لدى دوائر الرئاسة الأولى لتشكيل حكومة سياسية موسعة، أو تكنوسياسية، خلافاً لرغبة الرئيس المكلف ولما تنص عليه المبادرة الفرنسية، وهو ما أشار بيان الرئيس الحريري الأخير، والذي حذّر مما سماه وطاويط الليل في القصر الذين ينقضون ما يتم التوافق عليه في النهار بما يتعلق بتشكيل الحكومة.

 

وأشارت المصادر، إلى أن البطريرك الراعي يدرك أن الرئيس المكلف قدم كل التسهيلات اللازمة للتأليف، وبالتالي على الآخرين أن يقرنوا القول بالفعل، وأن يلاقوا الرئيس المكلف في منتصف الطريق، بهدف السير على طريق تشكيل حكومة توحي بالثقة للبنانيين والعرب، وقادرة على إنقاذ لبنان من الانهيار الذي بات قاب قوسين، إذا لم يسارع المعنيون إلى تجاوز كل العقبات المصطنعة، والعمل على إطلاق سراح الحكومة التي بات اللبنانيون بأمس الحاجة إلى وجودها في هذه الظروف البالغة الصعوبة التي يمر بها بلدهم.