IMLebanon

الراعي في روما: زيارة أكثر من دينية وأقلّ من طرح أسماء

 

يحمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الهمّ اللبناني أينما حلّ، فكيف الحال إذا كان يزور روما التي تُعتبر من العواصم المهتمة بالوضع اللبناني؟!

 

يشارك البطريرك الراعي في إجتماع الجمعيات السينودوسية على مستوى القارات، ويُعتبر هذا اللقاء من أهم المناسبات الكنسيّة على مستوى القارات ومن أكبر اللقاءات التي تحصل.

 

ويحضر سيد بكركي، اللقاء كبطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة وككاردينال مشرقي، ويحظى باهتمام كبير نظراً إلى علاقاته القديمة بروما منذ أن كان مطراناً، وكذلك لأنه يشكّل المرجعية الدينية الوحيدة لكلّ موارنة لبنان والعالم، إضافةً إلى أنه يأتي من لبنان، البلد المشرقي الوحيد الذي يتميز بحضور مسيحي سياسي فاعل ويرأسه رئيس جمهورية ماروني.

 

ويستغلّ البطريرك الماروني هذه العلاقات ويجنّدها من أجل خدمة القضية اللبنانية. فبالإضافة إلى الهموم الكنسيّة ومتابعة شؤون الرعايا، فإنّ الأزمة اللبنانية حاضرة بقوة خلال لقاءات الراعي سواء مع مسؤولين كنسيين أو سفراء دول فاعلة.

 

وشكّل لقاء الراعي مع عدد من السفراء العرب مناسبة لطرح القضية اللبنانية، حيث عرض البطريرك مجمل الأزمة ورؤيته لحلها وخريطة الطريق الأنسب، وطلب من الدول العربية صراحةً أن لا تتخلّى عن لبنان لأن دورها ليس تقديم المساعدات الإنسانية المشكورة عليها، بل الوقوف إلى جانب البلد الذي شكّل منارة العرب والشرق.

 

وغلب على اللقاء طابع الإيجابية، إذ إن الراعي سمع من السفراء العرب موقفاً واضحاً وهو عدم التخلي عن لبنان ودعم أمنه وإستقراره ومساعدة اللبنانيين على الوقوف مجدداً من أجل النهوض ببلدهم، وكان هناك رأي عربي بأن يساعد لبنان نفسه لكي تساعده الدول العربية.

 

إلى ذلك، تنفي مصادر مطلعة على زيارة الراعي نفياً قاطعاً أن يكون الراعي بصدد تحضير لائحة أسماء مرشحة للرئاسة من روما، فالبطريرك لا يدخل بالأسماء ذلك لأن الحالة السياسية هي التي تفرز مرشحين طبيعيين للرئاسة، وهناك قسم يطرح نفسه كمرشّح. لذلك فإن بكركي منذ أيلول الماضي تحاول التوفيق بين الجميع لعلّ ذلك يساعد في ايجاد بصيص أمل لعقد إتفاق على اسم توافقي، أو عندها فليذهب الجميع إلى صناديق الإقتراع وليفز الذي ينال الأغلبية.

 

وتعتبر بكركي أنّ مسألة إنتخاب رئيس للجمهورية ليست بازاراً مفتوحاً أو رمياً للأسماء يميناً وشمالاً، الرئيس يجب أن يكون من الشعب وإلى الشعب، ومطّلعاً على الواقع اللبناني ولديه تجربة ناجحة ويحمل موقفاً وطنياً وسيادياً وإصلاحياً فقط لا غير.

 

وأمام هذا الموقف الواضح، فإن دوائر بكركي تؤكد أنّ الإسم يطرح في بيروت وليس في أي عاصمة أخرى، وما يحكى عن إجتماع للراعي مع مسؤولين فاتيكانيين لوضع لائحة أسماء جديدة هو ضرب من الخيال، خصوصاً وأنّ الفاتيكان لا يتدخل بالأسماء بل يبارك كل ما يتفق عليه اللبنانيون.

 

وتعمل دوائر الفاتيكان على تسريع عملية إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن الفراغ سيؤدّي إلى شلل إضافي في الدولة وتفاقم معاناة الشعب، ويبدو واضحاً أن البابا فرنسيس يحمل الهمّ الإجتماعي والإقتصادي لكل شرائح الشعب اللبناني مثلما يحمل الهمّ السياسي ويحاول حلّ الأزمة اللبنانية.

 

يغربل الراعي مشاوراته الفاتيكانية في محاولة لمعرفة إتجاه الأمور، لكن الحراك الأساسي سيكون بعد عودته إلى لبنان، إذ سيجري سلسلة مشاورات مع جميع الأفرقاء لأنّه يضغط من اجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل حلول العام الجديد، لكنّ هذه المهمة تبدو شبه مستحيلة بعد تعذر تأمين توافق داخلي وولوج فجر التسوية الرئاسية المنتظرة.