IMLebanon

حسمها “البطرك”  

 

يخطئ من يظن أنه يستطيع أن يعيد عقارب الساعة الى الوراء، بعد “صرخة” غبطة البطريرك الكاردينال “مار بشارة بطرس الراعي” في ٢٠٢٠/٧/٥، والتي أكد عليها خصوصاً من القصر الجمهوري في ٢٠٢٠/٧/١٥، وفي عظات ومناسبات عدة، خصوصاً بعد “التفجير الجهنمي” في ٢٠٢٠/٨/٤ الذي زلزل “بيروت التاريخ أم الشرائع” بوجهها الحضاري المميز الذي شوّهوه بحروق “نيترات الأمونيوم”، التي تنصّل جميع المسؤولين عن عدم علمهم منذ ست سنوات عجاف -أي لا خير فيها- بخطورتها، وأنها ليست من مسؤولياتهم..!!

 

وأمس وفي عظة الاحد اكد غبطته على ما قاله منذ ٢٠٢٠/٧/٥ للحفاظ على “لبنان” كبيراً، بـ”حياده الناشط”، وكما وضّحه غبطته و هو “النأي بالنفس” عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية، ما عدا ما يتعلق بواجب إلتزام قرارات الشرعية الدولية، والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة. أي العودة الى نص “البند ١٢” من “إعلان بعبدا” الصادر في ٢٠١٢/٦/١١ في عهد الرئيس السابق “العماد ميشال سليمان” والذي وافقت عليه جميع مكوّنات الشعب اللبناني.

 

وأعاد أمس ما قاله في عظة الاحد ٢٠٢٠/٨/٢٨ بأنّ الزمن المصيري الذي يعيشه لبنان يستلزم تشكيل حكومة طوارئ “مصغّرة، مؤهلة، قوية” قائلاً: “إنّ الحكومة الجديدة يجب ألا تعود الى الأساليب السابقة من “الزبائنية والفساد والإنحياز”.

 

وأضاف “الزمن المصيري يستلزم حكومة لا احتكار فيها لحقائب، ولا محاصصة فيها لمنافع، ولا هيمنة فيها لفئة، ولا ألغام فيها تعطّل عملها وقراراتها. الزمن المصيري يستلزم حكومة تتفاوض بمسؤولية مع صندوق النقد الدولي”.

 

وكان غبطته في عظة الاحد ٢٠٢٠/٨/٢٨ قد اكد على: “ان لبنان يحتاج الى حكومة إنقاذ تتبنى الخيارات الوطنية وتنسجم مع مطالب الشعب، وإجراء إنتخابات نيابية مبكرة، لتجاوز الازمات والإحتقان السياسي الذي تشهده البلاد”.

 

محذراً: “المسؤولين السياسيين والكتل النيابية والأحزاب في لبنان من خطورة -حجب الثقة الدولية عنهم- على مستوى السلطات التشريعية والإجراءات الادارية والقضائية، في ضوء الوضع الراهن الذي يمر به لبنان والذي يقتضي وجوب البدء فوراً بالتغيير”.

 

وأكد موضحاً: “ليس إصلاحاً إدارياً فقط، بل إصلاح القرار الوطني بأبعاده السياسية والأمنية والعسكرية.. الشعب يريد أن يكون التمسّك بالثوابت والمبادئ الوطنية، والإقرار بسلطة الشرعية دون سواها، كأساس المشاركة في الحكومة”.

 

وتابع غبطته: “ليعلم الجميع أن لا حكومة وحدة وطنية من دون وحدة فعلية؛ ولا حكومة إنقاذ من دون شخصيات منقذة، ولا حكومة توافق من دون اتفاق على الاصلاحات.. إننا نريد مع الشعب حكومة للدولة اللبنانية وللشعب اللبناني، لا حكومة للأحزاب والطوائف والدول الاجنبية”.

 

لذلك، فإنّ “لبنان” ما قبل صرخة غبطة “بطريرك لبنان الراعي” -الذي أعطي له “مجد لبنان” خصوصاً منذ ١٩٢٠- هو غيره ما بعد هذه الصرخة التي أعادت “الروح اللبنانية” الى اللبنانيين الطيبين، ليتنشقوا الهواء النقي، وعادت إليهم ثقتهم المعنوية بأنفسهم، وهي التي تقف الآن وبقوة لتقول “لا” كبيرة لـ”إرجاع عقارب الساعة الى الوراء” خصوصاً بعد “التفجير الجهنمي”، أي لا للعودة كما أوضح “غبطته” أمس الى الأساليب السابقة من “الزبائنية والفساد والإنحياز”..

 

لقد حسمها “البطرك”.. وكفى.. فليسكت الجميع.. من زبائنية الفساد الذين يتخاصمون على الحصص في تشكيل الحكومة المنتظرة والدماء لا تزال تلطخ وجه بيروت التاريخ الذي شوّهوه، والضحايا بالمئات، والمشرّدين بالآلاف، وعشرات الجثث لا تزال تحت الركام..!!

 

و “مجاعة ١٩١٥” دخلت كل بيت لبناني، بعد الانهيار الاقتصادي و إعلان “لبنان” إفلاسه لأول مرة في تاريخه منذ ١٩٢٠/٨/٣١…!!