IMLebanon

البطريرك صفير حيّ فينا

 

 

رحم الله كبار الطائفة الشيعيّة الكريمة أمثال سماحة الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر والعلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين، كم نفتقدهم.

 

المشايخ والسادّة أحمد قبلان وعلي الخطيب ومحمد رعد وعلي جابر يتهمون المطران ومِنْ خَلْفِه مرجعيته البطريرك وصولاً للكنيسة جمعاء بالعمالة لإسرائيل. السيّد هاشم صفيّ الدين «تحمّلنا كتير» و»طوّل بالو» 40 سنة!!! على كلّ من لا يشاركه نظرته الى لبنان ومستقبله في المنطقة كساحة صراع للآخرين.

 

رَدُّ البطريرك الراعي جاء حاسماً بثلاث عبارات قاطعة لا تحتمل التأويل:

 

1 – الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير حيّ فينا، و76 بطريركاً أحياء فينا، أيّ منذ ألف وستمائة و»40 سنة» وليس فقط منذ 40 سنة.

 

2 – ما حصل للمطران موسى الحاج هو إساءة وإهانة لمرجعيته ولي شخصيّاً.

 

3 – أنتم ايها المسيئون الى كرامة اللبنانيّين، إذهبوا وابحثوا عن العملاء في مكان آخر، فأنتم تعلمون أين هم، وانتم تعلمون مَنْ هم!!!

 

إنتهى… كلام البطريرك بطريرك الكلام.

 

وعليه ولأن الظرف صعب، تعالوا لا نتلهّى بعوارض المرض والتفاصيل الصغيرة كالمحكمة العسكرية ومفوض الحكومة وما شابه، ولندخل الى صلب الأزمة. محطتان أساسيّتان غيّرتا مجرى الريح في مسيرة صعود «حزب الله».

 

– إنتفاضة 17 تشرين 2019 السلميّة التي هزّت عرش المنظومة المحمية من الحزب، والتي لولا استعمال العنف المفرط ضدّ العُزّل لكانت أطاحت بالسلطة المتسلطة.

 

– تفجير مرفأ بيروت وطريقة تعاطي «حزب الله» مع الموضوع ممّا أثار ويثير الشكوك حول سبب ذُعرِه الذي أَوصَله الى تعطيل الحكومة وغزوة عين الرمّانة، من أجل حَرفِ أو إنهاك أو إنهاء التحقيق في جريمة تدمير نصف بيروت.

 

هذان الحدثان معطوفان على الانهيار الذي بات الشعب يعيش فيه، أوصَلوا معظم اللبنانيّين الى الاستنتاج أَن لا سبيل للخروج من جهنّم إلّا بالخروج من هيمنة «حزب الله»، ومن الحروب ومن صراع المحاور والعودة الى كنف الوطن كمواطنين متساوين بالحقوق والواجبات، تحت سقف الدستور وضمن الحدود المعترف بها دوليّاً والمحمية فقط من الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة الشرعيّة الأخرى.

 

واليوم ونحن على مشارف الانتخابات الرئاسيّة، هل سيلتزم النواب السياديّون والمستقلّون والتغييريّون من كلّ الطوائف بالمواصفات التي وضعها البطريرك الراعي، باسم كلّ اللبنانيّين، من أجل إعادة لبنان الى سابق دوره عن طريق تكريس حياده فيعود مركز الاستقطاب الأول في هذا الشرق؟

 

لا ولم ولن يختلف اللبنانيّون بسبب انتمائهم الإيماني ولا بسبب وجود مرجعياتهم الدينيّة في الفاتيكان أو في أزهر مصر أو في نَجَف العراق أو في قُمْ إيران، ما لم تتدخل تلك المرجعيات في الشؤون الداخلية اللبنانيّة، بل يظلّ دورها محصوراً بدفع المؤمنين للتمسك بالخالق كلّ بحسب معتقداته.

 

فعندما يُرسل الفاتيكان والأزهر ودولتا إيطاليا ومصر وغيرها السلاح الى السنّة والمسيحيّين والدروز لمحاربة أيّ كان، سنتفهّم حينها انتماء «حزب الله» الى خارج لبنان بسلاحه وصواريخه وتدريبه وماله ورواتبه، وأن يكون قائده وسيدّه وإمامه وحسينه المرشد الأعلى «للجمهوريّة الاسلاميّة الإيرانيّة» الإمام علي الخامنئي.

 

إنّ تكبير الأهداف او الشعارات كتحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود لا يمكن أن يكون غطاءً ومظلّةً دائمة لاستباحة لبنان ودستوره وحدوده وقضائه ومؤسساته ومطاره ومرافئه ومرافقه في سابقة لم تحصل في تاريخ الدول.

 

حصل ويحصل في التاريخ أن تحتل دولةٌ دولةً اخرى أصغر منها وأضعف منها، لكن أن تسيطر فئة من الشعب على غيرها من الشركاء في الوطن فهذه سابقة لم يُسَجّل مثيلٌ لها إلّا في لبنان.

 

الصورة باتت واضحة، «حزب الله» وبعض الكومبارس في دفّة إيران، بقيّة الشعب من سنة ودروز ومسيحيّين وأحرار الشيعة في دفّة لبنان.

 

عودوا الى لبنانيّتكم فنحن حريصون على الشراكة معكم. الإستقواء والاستكبار والغطرسة هي أقصر الطرق للسقوط، لا تسلكوها.