بدت لافتة جداً أول من امس، رعاية البطريرك بشارة بطرس الراعي إحياء الذكرى السادسة عشرة لاطلاق نداء الاساقفة الموارنة في العشرين من ايلول 2000، والذي يعتبر الأساس لانتفاضة الاستقلال، في الاحتفال الذي اقيم في بيت «الكتائب» المركزي في الصيفي، وذكر مراقبون ان البطريرك الراعي كان طلب وقف العمل بالنداءات الاسقفية، إلا أن زواره قالوا إن البيان الذي سيصدر عن الاجتماع المقبل لمجلس المطارنة الموارنة قد يشهد تغييرا جذريا في طبيعة البيانات الدورية للمجلس ولهجتها، وان البيان وإن لم يحمل صيغة «النداء» إلا أنه قد يكون أشد وطأة من تلك الصيغة.
ونقل زوار الديمان عن البطريرك الراعي استياءه الشديد من الحال التي وصلت اليها البلاد، خصوصا استمرار الشغور الرئاسي، ولا سيما ان الراعي ابدى تمسكه بنهائية الكيان اللبناني ويرفض رفضا قاطعا اي محاولة للتلاعب بالدستور اللبناني، ويعمل على إحياء مئوية لبنان الكبير، لتأكيد دور الكنيسة التاريخي في صون وحدة لبنان ووحدة أراضيه ووحدة شعبه.
ويضيف الزوار ان الراعي مستاء من القيادات المسيحية، التي يطالبها باتخاذ مبادرة إنقاذية تخرج رئاسة الجمهورية من عنق الزجاجة الذي وضعت فيه، والعمل على إيجاد حل في أسرع وقت ممكن وانتخاب رئيس للجمهورية، قبل ان يستمر تحلل مؤسسات الدولة المهددة بالانهيار في اي لحظة، حسب ما ينقل زوار البطريرك عنه
ويشير هؤلاء الى ان الراعي عاتب ايضا على قيادات اسلامية التي يطالبها ايضاً بالسعي الجدي الى إيجاد مخرج للانتخابات الرئاسية في اعتبار انها شأن وطني وليس مسيحيا، وان تحلل مؤسسات الدولة لن يصيب المسيحيين فقط بل جميع اللبنانيين، وان المسؤولية على هذا الصعيد مشتركة بين جميع القيادات اللبنانية، سواء بالسلبية، في تأزيم مسألة انتخاب رئيس، او بالايجابية، في تضافر جهود جميع القيادات لايجاد مخرج فوري لانتخاب رئيس للجمهورية.
وشددوا على أن البطريرك الراعي سعى الى محاولة احتواء ملف نقل ملكية مشاعات جبل لبنان ووضعها في إطارها القانوني منذ توليه سدة البطريركية، إلا أن التعديات ما زالت مستمرة، ولم تتوقف، وليس هناك ما يشير الى انها ستتوقف.
ويضيف هؤلاء ان الراعي، الذي يتحدث كثيرا هذه الايام عن الهدر في مؤسسات الدولة، لا يفوته إنتقاد المسؤولين على تقاعسهم في مساعدة مزارعي التفاح والذين هم من جميع الطوائف، ولو ان غالبيتهم من المسيحيين، متسائلا ما إذا كان يضير الدولة في شيء، دفع خمسة وعشرين مليون دولار، لدعم انتاج خمسة ملايين صندوق تفاح، ينتجها المزارعون اللبنانيون، في ظل عجز الدولة عن المساعدة في تصريف الانتاج، وتقاعسها عن مساعدة المزارعين ما يساهم في خلق أزمة إجتماعية اقتصادية على ابواب العام الدراسي الجديد، حيث تتكاثر الطلبات المقدمة الى المؤسسات المارونية للمساعدة في تحمل اعباء الاقساط المدرسية.
ويقول الزوار إن أكثر ما يثير قلق البطريرك انه لم يتلقَّ إجابات واضحة وشافية من المسؤولين، مع انه يتولى شخصيا متابعة الملفات السابقة، بعيدا عن الإعلام.