IMLebanon

بطاركة الشرق في البيت الأبيض: انتخاب رئيس ودعم الجيش الحجيري لـ”النهار”: أوقفتُ مساعيَّ لإطلاق العسكريين

على رغم اجواء التفلت الامني التي سادت في الايام الأخيرة، فان حركة الاتصالات التي قادها رئيس الوزراء، وتلك التي تكثفت بين الاطراف السياسيين، ادت الى تقليص التوترات على نحو ملحوظ، وتفعيل الخطة الامنية مدعومة بغطاء سياسي، واجراءات تقي البلاد شر استيراد تبعات الازمة السورية. وقد دعا الرئيس تمام سلام في جلسة مجلس الوزراء امس القوى السياسية الى إدراك خطورة الوضع والعمل على عدم الإفساح في المجال لأي إثارة في إطار الخطة الأمنية.

وقد واصل الجيش اجراءاته الوقائية مقتفياً آثار مناصري “داعش” و”النصرة” في اوساط اللاجئين السوريين. وتمكن من ضبط سيارة معدة للتفجير من نوع “كيا” بيضاء تحمل لوحة سورية رقمها 708847 / دمشق كانت متوجهة من جرود القلمون نحو الداخل اللبناني مروراً بجرود عرسال حيث ركنها سائقها في أسفل “تلة الجبل” على طريق ترابية غير شرعية وعلى بعد مئات الامتار من احد مراكز الجيش التي تعمل على حماية الجرود.

وحضرت عناصر من فوج الهندسة وعملت على تفكيك المواد المتفجرة السريعة الاشتعال التي كانت موضبة فيها بزنة 100 كلغ، وهي من الكميات الكبرى نسبة إلى السيارات المفخخة التي استهدفت سابقاً الأراضي اللبنانية.

ونفذ الجيش عمليات دهم في رياق وبريتال وفاريا بحثا عن مطلوبين، واوقف في بكاسين وجزين 12 سورياً ضبطت في حوزتهم اجهزة كومبيوتر واجهزة تواصل يبثون عبرها المعلومات عن المنطقة الى الجماعات الارهابية من تنظيمي “داعش” و”النصرة”، ويجري التحقيق معهم بسرّية تامة.

وكشفت مصادر امنية ان الخلية النائمة في منطقة مرجعيون والتي اوقفتها القوى الامنية ومخابرات الجيش اعترف معظم عناصرها وهم من النازحين السوريين بانتمائهم الى “جبهة النصرة”، وبأن لديهم اجهزة تواصل وكاميرات تصوير للمناطق التي كانوا يقيمون فيها ومهمتهم مراقبة الجيش والقوى الامنية والحزبية.

في غضون ذلك، أفرجت عائلة المصري في بلدة حورتعلا صباح امس عن المهندس عبد الله البريدي وحسين حسن الفليطي من بلدة عرسال بعد ستة ايام من خطفهم رداً على خطف ابنها العسكري زياد المصري على أيدي المجموعات المسلحة في جرود عرسال. وتمّ الإفراج بعد مساعٍ لرئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك.

ونظراً الى ما خلفته الازمة من تداعيات على اللاجئين السوريين في مختلف المناطق اللبنانية، غاب عن التقرير الأسبوعي الذي تصدره المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ابرز المستجدات المتصلة باعداد النازحين السوريين المسجلين لدى المفوضية والذين يتلقون المساعدة منها ومن المنظمات الشريكة لها. وركز التقرير على عنوان وحيد هو “استجابة التصدي لأزمة النازحين السوريين: آخر المستجدات في شأن وضع الغذاء في لبنان”.

العسكريون المخطوفون

وفي جديد ملف العسكريين المخطوفين، اعلن الشيخ مصطفى الحجيري في اتصال مع “النهار” توقف مساعيه لاطلاق هؤلاء. وقال انه قرر ملازمة منزله وعدم التدخل في القضية بعد تعرضه لاطلاق نار اول من امس لدى عودته “من زيارة الجنود الرهائن”. وأضاف: “لم يعد لي أي شأن بهذه القضية. انا مهدد بالاغتيال من جماعات معروفة. وبعد محاولة اغتيالي الاخيرة لم يتصل احد للاطمئنان عني بمن فيهم اهل الجندي الذين اصطحبتهم لزيارة ابنهم والاطمئنان اليه”.

أما الجندي المخطوف احمد عباس فاتصل بذويه عبر الهاتف مدة اربع دقائق. وبعدما عرف بنفسه بالآتي: “أنا الاسير احمد عباس” أكد ان جميع المخطوفين لدى “جبهة النصرة” هم في حال جيدة، مشددا على تنفيذ مطالب المسلحين وهي : خروج فوري لـ”حزب الله” من الاراضي السورية والافراج عن السجناء في رومية وعدم الضغط على السوريين في لبنان ومعاملتهم جيداً كما عاملوا اللبنانيين في حرب تموز 2006.

من جهة أخرى، يواصل اهالي العسكريين اعتصامهم في ساحة الشهداء، وبات عدد منهم ليلتهم في الخيم التي نصبوها اول من أمس قبالة مسجد محمد الامين. وزار المعتصمين امس عدد من المشايخ من عكار ومناطق اخرى في لفتة تضامن تزامناً مع انعقاد مجلس الوزراء.

مجلس الوزراء

وقد عقد مجلس الوزراء جلسة مساء امس أفاد فيها الرئيس سلام ان خلية الازمة عقدت اجتماعاً في حضور ممثلين للجيش والقوى الامنية وقد تحقق المجتمعون من جهوزية الجيش لمواجهة اي عدوان على منطقة عرسال واي منطقة أخرى. واشار سلام الى انه يواصل التفاوض مع قطر وتركيا سعياً الى تحرير العسكريين المخطوفين والى ان هناك بعض التقدم في هذا المجال، غير ان لا شيء يضمن التوصل الى نتيجة مرضية في وقت قريب. وأكد أن الموضوع هو موضع متابعة يشارك فيها المدير العام للامن العام، “ولن ندخر جهداً في سعينا الى تحرير العسكريين المخطوفين”.

وعلمت “النهار” ان المناقشات تناولت موضوع إقامة مخيمات للاجئين السوريين في ضوء قرارات اللجنة الوزارية المختصة. وبعد عرض للرئيس سلام ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس كان قبول شامل من الوزراء بما تقرر على هذا الصعيد. ولفت وزير الدفاع سمير مقبل الى خطورة الموقف الناجم عن عدم إنشاء هذه المخيمات، فيما دعا وزير العمل سجعان قزي الحكومة الى تنفيذ ما تقرره.

وفي موضوع مخطوفي عرسال، أبلغ مجلس الوزراء ان تركيا دخلت بخفر على خط الوساطة ولكن من دون نتيجة عملية حتى الآن. أما بالنسبة الى حملة التضامن مع الجيش، فقد انطلق بها الوزراء مقبل ووائل أبو فاعور وقزي فكان موقف من وزراء “المستقبل” بأن ما يعبّر عنهم بيانات “المستقبل” فقط. وصرّح وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ”النهار” بأن “أي كلام عن أداء الجيش يعرّض السلم الأهلي للخطر”.

وفي ما يتعلق بتعيين الهيئة المشرفة على الانتخابات النيابية والتي تنتهي مهلة تعيينها اليوم، قرر مجلس الوزراء إنشاءها برئاسة القاضي السابق نديم عبد الملك. فيما علمت “النهار” من مصادر وزارية عدة ان أعضاءها هم من الأسماء الآتية: اندره صادر، ميشال أليان، خلدون نجا، وائل خير، وهيب معماري، عطاالله غشام، رفيق شلام وفاديا كيوان.

واشنطن

وفي واشنطن، استقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما بطاركة الشرق مدة 40 دقيقة، وتسلم من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رسالة تتعلق بأوضاع المسيحيين في الشرق، ووعد بالسهر على حماية لبنان من تداعيات ما يجري في المنطقة. واكد امامه دعم الجيش لقمع الارهاب وعدم تسلله الى لبنان، داعيا اللبنانيين الى الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية. وأعربت مصادر الوفد لـ”النهار” عن ارتياحها الى اللقاء والى تأكيد اوباما ايلاء لبنان اهمية خاصة.