Site icon IMLebanon

“التيار الوطني” و”القوات” يَعِدان بالتلاقي بعد إسقاط 100 دعوى قدح وذم

يبدو ان السنة الجديدة تحمل بوادر وخطوات ايجابية ومساعي حوارية مثمرة. وتمهيداً للقاء المنتظر بين رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، سجّلت مبادرة ايجابية بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، للمرة الاولى منذ أعوام طويلة، تمثلت في إسقاط نحو 100 دعوى قدح وذم بحق اعلامييهما ووسائل الاعلام التابعة لهما. بيانان في هذا الصدد صدرا عن “التيار” و”القوات” نهاية السنة المنصرمة، أعلنا فيهما إسقاط دعاوى القدح والذمّ. واتفق الطرفان على شكل البيانين، وكل منهما أصدره بمعزل عن الآخر، ولكن في الوقت عينه، وبالاتفاق بينهما.

والخطوة أرادها الطرفان عيدية للمسيحيين ولمناصري الفريقين، فـ60 دعوى من “القوات” و40 من “التيار” شكّلت تراكمات عمرها سنوات طويلة بين الطرفين، اذ ان ثمة اقتناعات سياسية جمعتهما للقيام بهذه المبادرة، وعبرها ايجاد اقتناعات متبادلة بين الطرفين، علماً أنهما يعتبران المكونين المسيحيين الأكبر في البلد.

لا شك في أن الساحة المسيحية بدأت تتنفس ارتياحاً الى هذه الخطوة. والهدف منها، وفق الطرفين، تقليص مساحات الاختلاف ومحاولة تقريب وجهات النظر في الملفات المطروحة للبحث. فجلسات التواصل بين أمين سر “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ابرهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والاعلام في “القوات اللبنانية” ملحم رياشي لم تتوقف حتى في فترة الأعياد. وبعد لمسهما ان ثمة تقدّماً في موضوع اللقاء المنتظر بين عون وجعجع والتواصل بين التيار و”القوات”، كانت فكرة اسقاط الدعاوى، وخصوصاً ان المكلفين هذا الملف يعتبران انه إذا أراد الطرفان تخفيف الاحتقان والتشنج فعليهما البدء أولاً بالاعلام. وعرض كنعان ورياشي الفكرة على عون وجعجع فقبلا سريعاً، وصدر بيانان منفصلان في هذا الاتجاه.

بعد البيانين، بدأ العمل الاجرائي بين الدائرتين القانونيتين أمس، بعدما تمّ التوافق نهائياً على الفكرة. ويؤكد الطرفان انه بعد التطورات الايجابية في الملف، كان على القاعدتين الحزبيتين ان تعرفا ما يحصل فعممت هذه الخطوة على الاعلام، لعلمهما انها تشكّل صدمة ايجابية وهي خطوة تواكب التقدم في موضوع اللقاء والتواصل، كما انها تريح القاعدتين على المستوى المسيحي، وفي الوقت عينه تهيّىء للقاء عون – جعجع ليس في الشكل فحسب، بل ليكون اللقاء مثمراً وله انعكاسات ونتائج ايجابية على صعيد العلاقة بين “القوات” والتيار.

وإذا كانت الانتخابات الرئاسية مدخلاً الى حلّ الأزمات في لبنان، يرى الطرفان ان المسيحيين في حاجة الى تنظيم علاقتهم والوصول الى بداية عمل مشتركة، اضافة الى تعزيز مستوى حضورهم في الدولة ودورهم على مستوى الوطن، وهذا الأمر، عبر لقاءاتهما، بدأ يتطور ويأخذ المنحى الذي يريده المسيحيون، اي الدور والحضور المسيحيان في النظام اللبناني.

وفي هذا الاطار، علمت “النهار” ان ثمة خطوات أخرى، كخطوة إسقاط الدعاوى، يعمل عليها الطرفان ايضاً، لكنهما يفضّلان عدم الكشف عنها الآن، وهي تتمّ بالسرية، مثل المحادثات التي تحصل، وخصوصاً ان التراكمات والملفات الخلافية بين الطرفين كثيرة ومتباعدة، والعمل يجري الآن على تذليلها، اذ ثمة حرص من الطرفين على ألا يتحوّل الاختلاف خلافاً. فاللقاء لن يتمّ بمعزل عن جدول الاعمال، والمهمّ في الحد الأدنى ان تصدر مواقف ايجابية عن اللقاء.

واذا كان الكلام على لقاء الثنائي عون – جعجع أراح الى حد ما الشارع المسيحي، فثمة من يتساءل اذا كان الامر ردّ فعل على الحوار السني – الشيعي (“المستقبل” – “حزب الله”) أو بسبب قلق المسيحيين من ان يصبحوا خارج الاتفاق، وقد علمت “النهار” في هذا السياق ان هذه اللقاءات بين كنعان ورياشي بدأت منذ فترة طويلة، أي أبعد مما هو معروف ومعلن، وأن الافكار والتلاقي سبقت حوار “حزب الله” – “المستقبل” ولم تكن ردة فعل البتة. قد يكون حوار الأخيرين ساهم في تسليط الأضواء وتفعيل النشاط بين التيار و”القوات”، لكن من المؤكد ان فكرة التلاقي كانت قبل حوارهما. وعلمت “النهار” أيضاً ان اللقاءات بين المكلفين ستعاود بداية الاسبوع المقبل، وستصبح وفق وتيرة أسرع، وخصوصاً ان التراكمات بين الطرفين كثيرة ومنذ أعوام، وكل ذلك لتذليلها قبل لقاء عون – جعحع، الذي ستطلع عليه كل وسائل الاعلام.