IMLebanon

«التيار» و«الكتائب»: عن ماذا تتكلم «هيئة العلماء»؟

كان لافتا للنظر الاتهام الذي وجهه رئيس «هيئة علماء المسلمين» الشيخ سالم الرافعي لما أسماها «أطرافا مسيحية في الحكومة» قال انها تعرقل مسعى «الهيئة» للوساطة في قضية العسكريين المخطوفين، شرط حصولها على تكليف رسمي من قبل الحكومة للمضي بوساطتها.

ما لم يقله الرافعي علنا عندما اشار الى تلك «الاطراف المسيحية»، لفت اليه النظر ضمنا عبر اشارته الى «التيار الوطني الحر» و»الكتائب». لكن هذين الطرفين ينفيان السلبية في موضوع وساطة «الهيئة» التي لم تعرض حتى الآن على مجلس الوزراء.

ويقول وزير العمل الكتائبي سجعان قزي لـ «السفير»، انه لم يعرض حتى اليوم أي اقتراح على مجلس الوزراء، سواء ما يتعلق بالهيئة أو غيره. ويؤكد وزير التربية الياس بو صعب، من ناحيته، وهو أحد ممثلي «التيار الوطني الحر» في الحكومة، هذا الأمر ايضا لـ «السفير»، مشيرا الى ان «كل ما قيل غير ذلك غير دقيق». ويشدد الوزيران على ان غير ذلك لم يتم سماعه سوى عبر الاعلام.

وردا على اتهام الهيئة للطرفين بعرقلة مسعاها، يقول قزي «لسنا سلبيين بالمطلق وما يهمنا هو التالي: إطلاق سراح المخطوفين وعدم بروز موقف لبناني رسمي من شأنه أن يشجع على الإرهاب». وفي كلام قزي رد غير مباشر على مطلب المسلحين وأهالي العسكريين المختطفين بالمقايضة، وفيه رفض مبطن لمطالب المسلحين بإطلاق سجناء أو موقوفين تلطخت أيديهم بالدماء.

ويؤكد قزي «اننا لسنا ضد مبدأ المقايضة»، مشيرا الى ان ثمة «أثمانا يجب دفعها». أما بو صعب، فيلفت النظر الى ان لا معارضة بالمطلق لمبدأ المقايضة، ولكنه لا يود استباق الامور «ونحن لم نتسلم اية مطالب حتى الآن ولا نعرف ما هي مطالب الخاطفين، فكيف نجيب عليها؟». وهو المبدأ نفسه الذي يصر عليه قزي «لا توجد عروض جدية ونهائية ومنطقية»، ويشدد على «اننا لن ندخل بمفاوضات بالمفرق».

يرمي «التيار» و«الكتائب» الكرة في ملعب الحكومة والرئيس تمام سلام. يثق «الكتائب» «بقيادة سلام للقضية»، حسب قزي الذي يضيف: على اي قرار في موضوع المخطوفين ان يمر في مجلس الوزراء، كما اننا نمحض ثقتنا للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في مهمته.

بالنسبة الى «التيار»، فقد أعلن انسحاب ممثله الوزير جبران باسيل من خلية الأزمة المكلفة متابعة القضية «لانه غير راضٍ عن أدائها الذي لن يوصل الى اي نتيجة». ويقول بو صعب ان ثمة تحفظات على عمل اللجنة منذ بداية عملها، وفي جعبة بو صعب تساؤلات عدة عما آل اليه مصير المخطوفين منذ بداية الازمة وكيفية وصولهم الى جرود عرسال.. لكن بو صعب، في المقابل، يشدد على ان التيار يرحب بأي تقدم تحققه الخلية في عملها.. وإن من بعيد.