IMLebanon

بول سالم لـ “الديار”: خشية من توجّه الجمهوريين لوقف الدعم الأميركي للجيش اللبناني 

 

 

ترامب حليف لـ “إسرائيل” وليس وسيطاً وعلى اللبنانيين في واشنطن التحرّك للحدّ من سلبيّات فوزه

 

تتدرّج التداعيات على الساحتين الأميركية، كما الدولية والإقليمية، نحو التأزّم في أكثر من سياق، بعد مرور أيام معدودة على محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب، ومن أبرزها تحويل مسار المنافسة ما بين ترامب والرئيس جو بايدن نحو البيت الأبيض.

 

ويعتبر نائب رئيس معهد الشرق الأوسط للشؤون الدولية في واشنطن الدكتور بول سالم، في حديث لـ “الديار” أن “محاولة الاغتيال عزّزت حظوظ ترامب بالفوز في الانتخابات، إلاّ أن السؤال الأبرز الآن، يتعلّق بما إذا كان بايدن سيقتنع بالانسحاب من السباق الرئاسي، وإذا كان الحزب الديموقراطي قادراً على خلق دينامية جديدة في الرأي العام الأميركي، وترشيح أسماء جديدة وخلق الحماس لمرشح ديموقراطي مختلف، وعندئذ من الممكن ساعتئذٍ تغيير حظوظ ترامب بالفوز، ولكنه اليوم متقدِّم وقد يفوز في الإنتخابات”.

 

وعن التأثير المباشر لوصول ترامب إلى البيت الأبيض في المشهد اللبناني، يشير الى أن هوية فريق العمل الأساسي غير معلومة حتى الآن، بمعنى مّن سيتولى وزارة الدفاع والخارجية ومن سيكون في البيت الأبيض من مستشارين، وهناك علامات استفهام، ولكن بشكل عام يمكن الإشارة أولاً إلى أن ميله “لإسرائيل” سيكون أقوى من ميل الرئيس بايدن، فهو يقول دائماً إنه على “إسرائيل” إنهاء حربها في غزة، وهو يدعمها لإنهاء الحرب بحسب طريقتهم، وهو لا يضع عليهم أي ضغوطات كما يفعل بايدن بوضع بعض الشروط بشكل خفيف، فهو سيقف معهم، لكنه سيشجّع على إنهاء الحرب”.

 

ومن ضمن هذا السياق، لا يخفي أنه “إذا حصل أي تصعيد بين “إسرائيل” وحزب الله، وهو حاصل أصلاً، هناك أمران: أولاً ترامب لا يعتبر نفسه وسيطاً لـ “إسرائيل” إنما حليفاً لها، في حين أن بايدن يوكل المهمة إلى آموس هوكشتاين الذي يسعى إلى التوسّط بين الفريقين، أي أن المقاربة مختلفة، وفي الوقت نفسه، يجب ألا ننسى أن ترامب يعارض الحروب، وموقفه داعم لإنهائها في أوكرانيا أو في غزة، ويجب ألا ننسى أنه كان عرّاب التطبيع والاتفاقات الإبراهيمية، أي في الوقت نفسه يقف إلى جانب “إسرائيل”، ويعارض أي حروب جديدة ويقف مع إنهاء الحرب الحاصلة في اتجاهين بموقفه إذا تعلق بلبنان وخطر الحرب”.

 

أمّا الخشية التي يكشف عنها سالم، فلا تكمن فقط في فوز ترامب، إنما “إذا فاز الجمهوريون بمجلس الشيوخ وبالمجلس النيابي بشكل عام، لأن هناك تيارا في الحزب الجمهوري، وهو ليس تياراً جامحاً، بل تيار قوي وواضح يشكك كثيراً في المساعدة الأميركية للجيش اللبناني، ويعتبر أن حزب الله يسيطر على لبنان، فلماذا ترسل أميركا المال إلى الجيش اللبناني الذي لا يواجه الحزب. فهذه المقولة موجودة داخل الحزب الجمهوري، والخطر يبقى في أن يقوم الكونغرس الأميركي بتخفيف أو وقف المساعدات المالية والتدريب الذي يقدم للجيش اللبناني، والذي هو أمر أساسي للاستقرار وللدولة اللبنانية”.

 

اضاف يقتضي أن “تقوم الجالية اللبنانية بأميركا “التاسك فورس” وكل القوى بالتنسيق في واشنطن وغيرها لمنع هذا الأمر، من خلال التواصل مع الحزب الجمهوري وآخرين، ويجب ألا ننسى أن للرئيس ترامب أقارب من اللبنانيين داخل عائلته، فهناك مدخل إلى الرئيس ترامب وإلى أجوائه وعائلته، وهذه متطلبات المرحلة المقبلة في حال وجود أي خطر على لبنان”.

 

أما بالنسبة لسوريا المؤثرة في لبنان، فيتوقع أن “يقوم ترامب بسحب القوات الأميركية الموجودة في سوريا، الأمر الذي سيعزّز نظام بشار الأسد، ويخلق بعض علامات الاستفهام بين سوريا وتركيا، وسوريا وإيران حول كيفية معالجة الموضوع، ولكن أتوقع أن ينسحب ترامب من سوريا”.

 

وعن العلاقات بين واشنطن وطهران، والتي ستنعكس على لبنان كما يرى، فإن “ترامب سيعيد العقوبات الأميركية الشديدة عليها، والتي ستجعلها تحت ضغط أكبر، وليس بالتهديد الأمني أو غيره، إنما فقط بالعقوبات الاقتصادية لا سيما بما يتعلق بتصدير النفط، ولكن في الوقت نفسه يجب ألا ننسى أن ترامب منفتح على حصول صفقة مع إيران، ففي الولاية الأولى لم يكن الإيرانيون مقتنعون أو مهتمون بالموضوع، ولا يمكننا معرفة ما إذا كانت إيران مهتمة بعقد صفقة مع إيران التي تبقى مستبعدة ولكنها غير مستحيلة”.

 

وعن مصير مهمة هوكشتين، يؤكد سالم أنه “على المستوى الإداري لن يكون من ضمن فريق ترامب، ومن الممكن اعتماد موفد آخر، ولكن أعتقد أن ترامب يطرح أميركا كوسيط بين “إسرائيل” وحزب الله، إنما يدعم إسرائيل، لذلك على الحزب وإسرائيل إيجاد سبل تفادي الحرب من دون وساطة أميركية نشيطة. لذلك نأمل أنه منذ الآن وحتى استلام ترامب في حال فوزه في كانون الثاني من العام 2025، أن تكون الحرب قد انتهت، وأن يكون هوكشتاين قد نجح في وضع تعديل أل1701، وإبرام تفاهمات واستقرار قبل استلام ترامب لمهامه الدستورية”.