IMLebanon

بول سالم لـ “الديار”: خشية من حصول الحرب على التوقيت “الإسرائيلي”

 

على إيران وحزب الله عدم الانجرار الى مخطّط نتنياهو

 

مما لا شك فيه أن المشهد قد انقلب في الساعات أل24 الماضية، بحيث أن ما بعد عمليتي اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيّة، لن يكون كما قبلهما، خصوصاً في ظل بلوغ المخاوف ذروتها، من أن تكون “إسرائيل” قد أسقطت كل الخطوط الحمر وبدأت تستعدّ للحرب، وهو ما يؤكده نائب رئيس معهد الشرق الأوسط للشؤون الدولية الدكتور بول سالم لـ “الديار”، إذ يرى أن “اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر، هو عملية تهدف من خلفها “إسرائيل” إلى استفزاز الحزب، أو تنفيذ ضربة انتقامية من دون أي خطوات أخرى”، معتبراً “أن توجيه ضربة في قلب بيروت وفي الضاحية الجنوبية، هو من أجل أن يقوم الحزب بالردّ عليها. وبالتالي، فإن “إسرائيل” تستعد لحرب واسعة مع الحزب، وتعمل على استدراج واشنطن للوقوف معها في هذه الحرب، إذ انها تستفزّ حزب الله لكي يقوم بضرب “إسرائيل”، وعندئذ ستكون قادرة على استدراج الولايات المتحدة إلى الحرب الواسعة”.

 

ويبدي خشية كبيرة من تزامن اغتيالي الضاحية وطهران، مؤكداً أن “إسرائيل تتعمّد التصعيد، وليس فقط الردّ على عملية مجدل شمس والوقوف عند هذا الحدّ”، ويشير إلى أن “اغتيال هنية يهدف إلى أمرين: الأول وقف المفاوضات حول التهدئة في غزة، بمعنى أن نتنياهو يعزّز وضعه مع المتشدّدين في الحكومة، ومواصلة الحرب في غزة بوتيرة أخفّ. والثاني ضرب هيبة إيران ودفعها الى أن تقوم بعملية رداً على اغتيال هنية على أراضيها، وفي الوقت نفسه سوف تستنجد “إسرائيل” بواشنطن، وبالتالي ستدخل في المواجهة مدعومة من أميركا التي ستضطرّ إلى الوقوف معها، وهذا ما يسعى إليه اليمين “الإسرائيلي” الذي يصرّ على مواجهة إيران قبل أن تستحوذ على القنبلة النووية. كما أن “إسرائيل” مستعجلة على هذه المواجهة قبل الانتخابات الأميركية، لأن فوز كمالا هاريس ليس في مصلحة نتنياهو، كما أن دونالد ترامب قال بدوره لنتنياهو أن يستعجل بالقيام بما يريده قبل الانتخابات، لأن ترامب لا يريد استلام الحكم والحرب قائمة في الشرق الأوسط. ومن هنا، المخاوف من حصول الحرب على التوقيت “الإسرائيلي”، والذي ترفضه كل الأطراف”.

 

ويكشف أنه بعد خطاب نتنياهو في الكونغرس، بدا واضحاً أن إدارة بايدن عاجزة عن التأثير فيه، وهو ما دفع نتنياهو إلى التفلّت من أي ضوابط والذهاب إلى الحرب ، مطمئناً إلى دعم الولايات المتحدة له، ولكنه من خلال هذا التصعيد يجازف نتنياهو بكل الأوراق وبمستقبله السياسي، لأنه إما سيربح أو سيخسر، وليس من احتمال ثالث أمامه”.

 

وعن المرحلة المقبلة، يؤكد أن الكرة اليوم في ملعب إيران وحزب الله، وربما ينخرطان في سيناريو وضعه نتنياهو، ما يطرح السؤال حول ما يريده الطرفان اللذان يرفضان الحرب والمواجهة مع واشنطن، فيما نتنياهو يواصل توجيه الضربات إليهما لاستدراجهما إلى ما يرفضونه، لأنه من الناحية الاستراتيجة من المحتمل أن إيران والحزب لا يريدان الحرب الموسعة، ولذلك لا يزالان يمتلكان القدرة لضبط الأمور. فإذا كانت مصلحتهما الاستراتيجية تقتضي عدم الردّ على الاغتيالين، وعدم الانجرار إلى اللعبة “الإسرائيلية”، فقد يبادران إلى ضبط النفس، لأنه إذا دخل الطرفان إلى المخطط الذي وضعه نتنياهو بالذهاب إلى حرب شاملة قد تدوم لأكثر من شهر أو شهرين، وستكون انعكاساتها كارثية على كل المستويات”.

 

وعن انعكاس اغتيال هنية على وضع حماس، يؤكد سالم “أن ذلك لن يؤثّر في وضع حماس، لأنها باتت أساسية في الواقع الإقليمي بمعزل عن قيادتها، وهذا الاغتيال لا ينهي الحركة كما تُسرّب “إسرائيل”، فتأثير اغتيال هنية كبير في حماس ولكن لن ينعكس عليها، لأن وجود الحركة في المعادلة الإقليمية ثابت وأساسي، ولن يتغير في مرحلة ما بعد هنية”.