تكشف النائبة “التغييرية” بولا يعقوبيان عن أن أجواء الإجتماعات بين نواب “التغيير” وكتلتي “اللقاء الديموقراطي” و”التيار الوطني الحر” كانت “متشابهة، من حيث الطرح المتعلق بالحوار أو بانتخاب رئيس الجمهورية عبر جلسة انتخاب بدورات متتالية، بحيث أكدت الكتلتان في مبادرتهما على وجوب عدم رفض الحوار، رغم أنه قد يكون ذريعةً، وذلك بدلاً عن البقاء في دائرة الجمود الحالي”.
وقالت لـ “الديار” بأن “كل الكتل النيابية، تتوجّس من أن يكون لبنان السياسي يتآكل بفعل الشغور الرئاسي كما قال الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودران، رغم إدراكنا بأن هؤلاء يتحملون جزءاً كبيراً من المسؤولية، إلاّ أننا استمعنا إليهم لنرى ما إذا كان هناك من يملك الحلول الإنقاذية من الوضع الذي نعيشه، وهذا ما نحاول القيام به من أجل تبيان ما إذا كانت هناك إمكانية لخرق، ولكن ما نلاحظه هو أن ليس هناك أي خرق بهذا المعنى، بل فقط كلام ومشاورات إلى أن تتم بلورة مشروع ضغط على الثنائي للإفراج عن الرئاسة، ولكن أي رئاسة؟”
وعن الخلاصات من هذه المباحثات، تقول إن “لا احد يملك وضوحاً في الرؤية، إذ أن رئيس التيار جبران باسيل يقول إنه جاهز حتى ولو خسر، من أجل العمل على ملء الفراغ وهذا موقف جيد، إنما يبقى موضوع الحوار ومدى تأييد كل الأطراف له، كما موقف رئيس المجلس لجهة الإلتزام بما كان أعلنه في الصيف الماضي عن الإستعداد لفتح المجلس النيابي بدورات متتالية، إذ من الملاحظ أن الضغط قد تراجع اليوم بالنسبة للحديث عن البقاء في المجلس حتى انتخاب الرئيس، بحيث أنه يسعى اليوم لتذليل العقبات أمام الحوار، وكأن الحوار هو الهدف وليس انتخابات الرئاسة، علماً أننا بالنهاية محكومون بنتائج الإنتخابات النيابية، ونحاول القيام بما يحقق مصلحة اللبنانيين وفق المستطاع وذلك في ظل الوضع الحالي الذي نمر به”.
وترى انه من الواضح في هذا المجلس أن “الثنائي الشيعي، وعلى الرغم من أن المعارضة أعلنت فوزها في الإنتخابات النيابية، قد نجح في تأمين انتخاب رئيس المجلس بـ 65 صوتاً ومن الدورة الأولى، وكذلك فاز نائبه أيضاً بـ65 صوتاً غير الـ65 صوتاً التي حصل عليها رئيس المجلس، وبالتالي فإن هناك نواباً وكتلاً يمكن وصفهم بالرماديين في المجلس الحالي، ومن غير المعروف ما هو اتجاههم وخيارهم أو أجندتهم أو حتى السبيل إلى إقناعهم أو ربما إغرائهم بمكاسب معينة، ولذلك فمن غير المضمون أن ينتج الحوار اذا حصل، رئيسا للجمهورية إلاّ الرئيس الذي يريده الثنائي”.
وعن الترابط بين حرب غزة والملف الرئاسي، تؤكد أن “الكل يترقب نهاية حرب غزة لتحديد الموقف من الإستحقاق الرئاسي وليس فقط الثنائي الشيعي، لأن هناك أطرافاً وازنة في الداخل، تعتقد أنها قد تحقق انتصاراً ما بحسب نتيجة هذه الحرب، وذلك سواء بالنسبة لضربة قد تؤدي إلى إضعاف الحزب أو ربما تؤدي إلى تغيير إقليمي، فهناك الكثير من الرهانات غير المضمونة التي تجعل من رئاسة الجمهورية ورقة مساومة، لأن هناك أطرافاً تعتقد أن نتيجة حرب غزة قد تزيد من حظوظها الرئاسية”.
وفي الوقت نفسه، تشير إلى أن “الثنائي يربط الرئاسة بالوضع الدولي بعدما وجد أن هناك دفعاً دولياً لانتخاب الرئيس في لبنان ولذلك يعتبرها ورقة قد يستخدمها في المنازلة مع ما يسمّى بالمجتمع الدولي، مع العلم أن عواصم القرار منشغلة بالإنتخابات الرئاسية فيما أوروبا مربكة جراء نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي واكتساح اليمين لكل المقاعد وذلك للمرة الأولى منذ عهد الفاشية والنازية وفي ظل هذه التغييرات، فإن لبنان يختفي عن الخارطة الدولية”.
وحول ملف النزوح السوري، تأسف يعقوبيان لـ”الهمروجة الشعبية، رغم أن الكل يعرف أنه لا يملك القدرة على التأثير فيه ولكنه الكل بادر للمزايدة للإستهلاك المحلي، بينما لم يتجرأ أي طرف على القول للرئيس السوري بأنه عليه تخفيف الإجراءات التي تعيق عودة النازحين كما لم يتجرأ أحد على القول للمجتمع الدولي بأن يدفع الأموال التي يدفعها في لبنان للنازحين في سوريا، حيث أن الأطراف اللبنانية لا تقدر على المجتمع الدولي أو على سوريا، لكنها تستطيع فقط رفع السقوف وليس أكثر، وهذا ما تقوم به الأطراف السياسية ولذلك ما من تطورات في هذا الملف وكل ما يقوم به السياسيون هو إثارة الشارع وجعله يغلي، ثم تخفيف النار وترك الملف على نار خفيفة”.