Site icon IMLebanon

انتبهوا على لبنان

بالحاح شديد، يناديكم المسؤول السابق الصادق أن تنتبهوا على لبنان. شيءٌ ما يلوح في أفق المنطقة العربيَّة، وقريباً من الحدود المشتركة مع سوريا.

شيءٌ ما قد يؤدّي إلى تغيير صورة لبنان، والواقع اللبناني، والنموذج الذي كان مضرب مثل.

اعتاد اللبنانيّون في السابق من أزماتهم وحروبهم وخلافاتهم اللجوء إلى المملكة العربيَّة السعوديَّة التي خصَّت لبنان برعاية واهتمام فوق العادة.

في هذه الظروف الحرجة، وخوفاً من مفاجآت ليس في مقدور لبنان تحمّلها أو تلافيها، يجد اللبنانيّون أنفسهم مرّة أخرى، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يتوجّهون، بهمومهم وفراغهم الرئاسي ودولتهم المعطَّلة، إلى المملكة الشقيقة مناشدينها عدم التخلَّي عنهم وعن لبنانهم المعرّض لشتَّى المخاطر.

المسؤول السابق يتمنَّى على البقيَّة الباقية من القيادات والمرجعيّات وذوي الألباب أن يأخذوا التنبيهات مأخذ الجدّ، وألاّ يبقوا لبنان بلا رئيس، ولا حكومة، ولا مجلس نواب، ولا مؤسّسات ولا دستور، ولا دولة…

فالنيَّات المبيّتة سيّئة للغاية. وكل الأزمات مفتعلة، إن لم تكن مدبَّرة. بما في ذلك أزمة الزبالة. والقصد إظهار وطن النجوم، الوطن الرسالة، قطعة السما، سويسرا الشرق، عاصمة العرب، جسر الشرق والغرب، كأّنه لم يكن:

فراغ رئاسي ودستوري ومؤسَّساتي شامل، يجمع المخضرمون، ومعهم المسؤول السابق، على أنه ليس بريئاً. كذلك الحال بالنسبة إلى التعطيل والشلل وانكفاء أصدقاء لبنان من عرب وأجانب عن أسواقه والتعامل معه… تلافياً لأخطار وتهديدات لا توفّر كبيراً أو عاديّاً أو صغيراً.

فانتبهوا جيداً. ولا تنسوا لحظة أن لبنان، وللمرّة الأولى في تاريخه، يكاد يختم عامه الثاني من دون رئيس جمهورية. وعن سابق تصوُّر وتصميم. وعلى عينك يا تاجر يمنعون نوابهم من حضور الجلسات المخصَّصة لانتخاب رئيس جديد، مع أنّهم سمّوا مرشَّحهم و… وامتنعوا عن السعي لايصاله.

حتماً، هناك أمرٌ ما، خطَّةٌ ما، قرارٌ ما، تطوّرٌ ما، تغيير ما في الجوار السوري كما تشير التسريبات والتقديرات، و”على لبنان أن ينتظر ما ستؤول إليه التطوّرات”.

حتى فضيحة الزبالة ممنوع على اللبنانيّين معالجتها، مثلما ممنوعٌ على الحكومة أن تكون حكومة، أو تفكِّر في الاستقالة أو الاعتكاف. لا تحكم ولا ترحل.

هكذا يعطي البلد فكرة التعطيل الشامل، الممهِّد لما هو أسوأ وأخطر. من هنا كان تحذير المسؤول السابق.

ونظراً إلى كل هذه الاعتبارات نتوجّه بمناشدتنا إلى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز.