IMLebanon

لا فحوص للفقراء وبقاعيون يسألون عن “أسطول” “حزب الله” الصحي!

 

إتفاق بين عراجي وحمد على وقف الرحلات من بريطانيا

بعد تراجع المبادرات الفردية للجمعيات والمؤسسات الاجتماعية في البقاع، فرزت وزارة الصحة العامة بعد توقفها عن إجراء فحص الـpcr المجاني للمشتبه باصابتهم، اللبنانيين طبقياً، وأصبحت الفحوص لمن يستطيع إليها سبيلاً.

 

ففي قرى البقاعين الغربي والأوسط يواجه الاهالي جائحتين: انتشار فيروس “كورونا”، وانتشار الفقر والبطون الخاوية والجيوب المنهوبة. ومع ذروة انتشار “كورونا”، اتخذت أقسام الـ pcr، التابعة للمستشفيات الحكومية قراراً بتقليص عدد الفحوص المجانية للمشتبه باصابتهم الا لمن يحملون واسطة لمقربين من الوزير المعني، بحسب ما اكد مواطنون لـ”نداء الوطن”، ليصبح المواطن مرغماً على دفع قيمة الفحص مرتين (ثلاثمئة ألف ليرة)، 150 الف ليرة للتأكد من اصابته وأخرى للتأكد من شفائه.

 

يسأل البقاعيون خاصة في البلدات ذات الغالبية الشيعية عن مكان وجود “اسطول” “حزب الله” الصحي الذي اعلن عنه في بداية أزمة “كورونا”، في ظل تقلص الخدمات الصحية للجمعيات والمؤسسات الاجتماعية، ليكشف علي حمدان ان الوضع الحالي في “قرانا يدل أن خدمات الحزب اما بروباغندا اعلامية، او أن خدماته فقط جنوبية، والفحوص المجانية خاضعة لواسطة حزبية”.

 

ويؤكد مصدر في وزارة الصحة ان “كورونا الجديد المتحور، دخل الى لبنان عبر المطار وهناك اكثر من حالة يرجح انها انتشرت نتيجة مخالطة واحتكاك قبل صدور نتيجة الوافدين فكان هناك عدد من المخالطين”. وقال: “إن تراجع الفحوص المجانية بسبب الوضع الاقتصادي الذي تعانيه خزينة الدولة، وميزانية وزارة الصحة تحديداً، سيكون سبباً في تفشي كورونا الجديد”، ولفت الى ان “إحدى الاشكاليات الاخرى غياب المبادرات الفردية، التي كانت لها مساهمات فردية في الحد من انتشار الفيروس، ففي البقاع كان للجامعة الاميركية ولغرفة الصناعة والتجارة ولمؤسسة ميشال ضاهر الاجتماعية الدور المهم في اجراء أكثر من 800 فحص pcr عشوائي”.

 

يكفر المواطن ملحم العلي بالوضع الذي وصل اليه، بعد إصابته وعائلته بكورونا، فهو عامل مياوم يعمل بقوته اليومي، فلا بديل لمدخوله بحال تعطل عن العمل، وقال: “شعرت بعوارض الفيروس، قصدت مركز فحص كورونا في مستشفى الهراوي في زحلة رفضوا اجراء الفحص مجاناً، عدت الى المنزل وبعد ستة ايام ظهرت العوارض على ابنتي وزوجتي وحماتي، ولم يجروا الفحص”.

 

كذلك هو حال صدام غنيم سائق فان مياوم بالاجرة، شعر بالعوارض، فعمد على حجر نفسه وزوجته في المنزل، بعدما رفض قسم الـpcr في مستشفى الهراوي الحكومي اجراء الفحص له مجاناً، فاجراه في مستشفى خاص مقابل 150 الف ليرة، قال: “خضعت للفحص حتى تأكدت من اصابتي بكورونا، والادوية اتناولها انا وزوجتي”.

 

لا تخفي رئيسة مؤسسة ميشال ضاهر الاجتماعية مارلين ضاهر، التي ساهمت باجراء 400 فحص PCR في قرى البقاع الاوسط، ان لا يمكن لمؤسسة أو جمعية أن تسد ثغرات الوزارة في حكومة أعلنت الافلاس، وقالت: “أهالي البقاع فقراء يعانون من ضائقة انعدام فرص العمل، لذا مبادرة الفحص المجاني مهمة لانها تساهم في الحد من انتشار الوباء”، وقالت: “بعد عطلة الاعياد ستقوم المؤسسة بإجراء 600 فحص في البقاع الأوسط، 200 منها مخصصة لمدينة زحلة، و400 في قرى القضاء”.

 

اما رئيس اللجنة الصحية النيابية عاصم عراجي، فأكد لـ”نداء الوطن” انه ووزير الصحة توصلا الى ضرورة اتخاذ قرار بوقف الرحلات الجوية مع بريطانيا، على ان يرفع هذا القرار الى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب لأن الفيروس الجديد متحور وسريع الإنتشار، ولا يمكن اقفال البلد من دون اقفال المطار ووقف الرحلات مع بريطانيا تحديداً لانها مصدر للوباء الجديد، اما عن تخفيض فحوص الـ pcr المجانية قال عراجي: “لا يمكن فرز الناس طبقياً، فالفحوص المجانية تعطي مصداقية اكثر للعدد الحقيقي للمصابين، لانه كلما تقلصت الفحوص المجانية والعشوائية يؤثر ذلك على حاملي الفيروس الذين لا قدرة لهم على كلفة الفحوص”.

 

وقال: “المفترض زيادة عدد الفحوصات المجانية والعشوائية، لان ذلك يقيّم الوضع الصحي في لبنان ويضعه أمام حقيقة حاله لا تضخيم ولا استسهال فيه”.