IMLebanon

إكتمال عون راجع وبانتظار البرنامج الإصلاحي  

سنوات مضنية طويلة لم يمل اللبنانيون، خصوصاً أنصار ومحبّي العماد ميشال عون، من ترداد العبارة الأكثر شهرة وتداولاً على امتداد ربع قرن «عون راجع». لم يبقَ جدار لم يتزيّن بها. لم تخلُ منها صفحة على موقع الكتروني. لم يتعب المتظاهرون والمناضلون من تردادها وحتى عندما كانوا في القمع تحت أسواط الجلاّدين أو في العتمة داخل الزنازين.

في العام 2005 رجع عون، ظن الكثيرون من المراقبين ان ذلك الرجوع هو ذروة المأمول. وانه النهاية لذلك الحراك الذي كان قد مضى عليه نحو خمس عشرة سنة. ولكنّ طرفين اساسيين لم تكفهم تلك العودة وهما الجنرال نفسه والجمهور العريض الذي يواليه ظالماً أو مظلوماً، والذي لم يتنكر له يوماً حتى في أشدّ الساعات ظلماً وشراسة وقساوة.

كان الجنرال وجمهوره يجمعان على أنّ العودة لن تكتمل إلاّ بدخوله قصر بعبدا ليس زائراً وحسب، إنما بصفة كونه مقيماً فيه ولاية رئاسية.

تلك كانت إحدى غايات النضال السلمي الذي خيض، ديموقراطياً، في مجالات عدة: الإنتخابات النيابية في 2005 و 2009 ايضاً. الإنتخابات الطالبية التي طالما سجّل فيها طلاب التيار الوطني الحر إنتصارات كبيرة (البداية منفرداً، ثم مع الحلفاء) الإنتخابات النقابية التي حصدها التيار الوطني مراراً: لدى المهندسين والأطباء والمحامين وسائر المهن الحرة وسواها من الحال النقابية في البلاد.

ذلك كلّه كان مجرّد مقدمة لكتاب العودة الكبير الذي كان ينقصه فصل واحد: الرجوع إلى بعبدا.

إلى أن تحقق ذلك، الإثنين الماضي، بتضافر الظروف المعلومة وتقاطع قرارات ومواقف قوى. ولكن قبل هذا وذاك بفضل صمود الرجل وصمود شعبيته الكبرى.

واكتمل الرجوع.

يوم أول من أمس الإثنين، بات في مقدور العونيين ان يقولوا: «عون رجع». فخاتمة مسيرة الرجوع كانت لدى خطوته الأولى داخل القصر الرئاسي بعد جلسة إنتخابية ربح معركتها مرّتين مرّة عندما نال الـ 83 صوتاً… ومرّة ثانية عندما عرف كيف يتجاوز الإستفزاز الذي تعمّده مَن راهن على استثارة الجنرال ليس لمنعه من الوصول إنما لإظهاره أمام الرأي العام المحلي والديبلوماسي والعالمي انه يتعامل مع الأمور بالإنفعال، إلا أن فخامته تصرّف بهدوء أعصاب غير مسبوق يحسده عليه حتى طويلي الأناة.

في أي حال إكتمل رجوع عون، وهذا ليس نهاية المطاف ولا يجوز أن يكون. إنما يجب أن يكون البداية. بداية تحقيق برامج ومخططات إصلاحية تغييرية.

صحيح ان صلاحيات رئيس الجمهورية تقلّصت في جمهورية الطائف الى ادنى الحدود. إلاّ أنّ لشخصية شاغل هذا الموقع الأوّل دوراً مهماً في تسيير وإدارة عجلة الحكم. وهذا ما يراهن عليه اللبنانيون يا فخامة الرئيس.