IMLebanon

الشعب الغائب ؟

أين أصبح حل مشكلة النفايات بين خطة الوزير أكرم شهيب ومبادرة الحراك المدني ومبادرات فردية للمزايدات السياسية والانتخابية؟

أين اصبح حل مشكلة النفايات بعد كل الاعتصامات والتظاهرات ومطالبة الحكومة بازالة النفايات قبل الشتاء وتفشي الامراض ؟

لماذا لا يعقد رئيس الحكومة الذي نحترم، أو وزير البيئة، مؤتمراً صحافياً يشرح فيه للناس سبب عدم وجود حل حتى الآن لهذا الملف الكارثي؟

أصبحت صورتنا في الخارج صورة وطن النفايات وصورة حكام لا يعلمون كيف يتفقون حتى على إزالة النفايات، فيقتلون شعبهم بالسموم ولا يكترثون، ولا أحد يعلم السبب أو الحل أو التصور المستقبلي لحل هذه الكارثة البيئية والصحية!

نكتب كل اسبوع عن هذا الموضوع لانه من غير الجائز ان نتحدث عن أي أمر آخر قبل حل هذه الأزمة – الكارثة التي شوهت ما تبقى من صورة المسؤولين !

التحرك الشعبي ضروري وكذلك التظاهرات والاعتصامات وآخرها خطوة إيجابية قامت بها بعض الامهات بالدعوة الى التظاهر أمام منزل رئيس الحكومة، فهذه الخطوة كانت مميزة وإيجابية لانها كانت رسالة سامية لأمهات ونساء لا يردن سوى الصحة لاطفالهن، ويجب دعم مبادرات كهذه لانها عفوية وجميلة وحضارية، واشتقنا الى هذا الوجه الحضاري في طريقة المطالبة بحقوقنا!

والدعوة الى دعم حركات كهذه مهمة، لان الحراك والتظاهر المحترم يعطي نفحة من الأمل، ويا ليت الاعلام والناس يشجعون مبادرات مماثلة!

لكن كل هذا لا ينفع، بل ان ما ينفع اليوم هو المطالبة بوجود للسلطات المسؤولة التي حتى الآن لم تقم بواجباتها. والمطلوب من الشعب ألا يكون غائباً، وان يضغط بطريقة حضارية كي يصل الى هدفه، لان اليأس صار عنوان مجتمعنا. وحتى التظاهر او المطالبة بحقوقنا لم تعد من أولوياتنا، فأوصلونا الى درجة من اليأس لم نعد معها نؤمن بالتغيير او بالمحاسبة، فأخذوا منا كل شيء: امننا واقتصادنا واليوم بيئتنا وصحتنا، وحتى أخذوا عنفواننا وأملنا بالتغيير والمحاسبة، فأصبحنا راضخين للأمر الواقع. لهذا يجب على الشعب والرأي العام ألا يبقيا راضخين ومستسلمين وأن يحاسبا، لان الفشل الأكبر هو ان نصبح مواطنين نقبل بكل شيء حتى بالنفايات، ونقبل ان نُعامَل بطريقة لا تُعامل بها الحيوانات في البلدان الراقية !

والدعوة اليوم الى كل من يريد حلاً للأزمة ان يتجه الى منازل المسؤولين بأكياس النفايات وأن يضعوها أمام منازلهم ويقولوا لهم: أعطيتمونا النفايات فنحن بدورنا نردها لكم!

على كل نساء لبنان وأطفاله ان يتظاهروا بطريقة سلمية يومياً مع أكياس النفايات أمام منازل الزعماء للضغط النفسي والمعنوي، لأن الوضع لم يعد محتملاً ، إذ إن عدم اكتراثهم للشعب الى هذه الدرجة تجاوز كل المعقول.