الوضع الاقتصادي مخيف.
هذا أقل ما يُقال فيه، حال الناس حال! الأزمة تتفاقم، المحال التجارية تقفل، مؤسّسات تغادر الى الخارج، قطاعات بكاملها جامدة، منسوب الشيكات من دون رصيد في ارتفاع.
ومع ذلك فالذين يتلاعبون بالتشكيل الحكومي يتصرّفون وكأنهم غير معنيين بهذا الواقع المرّ، حتى ليصح فيهم القول السائر: «الناس بالناس والقطة بالنفاس».
فعلاً انه لأمر مؤلم وليس فقط معيباً في حق أصحابه:
هذا يقيم الدنيا ولا يقعدها لأنه يريد عدداً معيناً من الحقائب الوزارية.
وهذا يريد عدداً لنفسه ولا يريد لسواه أعداداً من الوزارات.
وذاك يريد أن يستأثر بالحصة كاملة لطائفته أو لمذهبه أو لفريقه.
وذلك يريد حقيبة سيادية الى جانب حصّته.
وخامس يريد سيادية و»أساسية» (خدماتية).
وسادس يريد نيابة رئاسة مجلس الوزراء.
ولكن أحداً لا يقول ماذا يريد لبنان في هذه المرحلة الحسّاسة من تاريخه وتاريخ المنطقة والإقليم وربما العالم كله.
ولا أحد يتحدّث عما يريد هذا الشعب المنهك الذي تتآكله تكاليف الحياة المرتفعة باستمرار بما يفوق قدراته ومداخيله… أمّا المدخرات فلم تعد متوافرة للأكثرية الساحقة من الشعب الذي تزداد نسبة الذين يعيشون فيه تحت خط الفقر.
ومع ذلك لا يخجل أصحاب المطالب والشروط والعراقيل عن تكرار الحديث الممل عن الحصص!
عن أي حصص يتحدّث هؤلاء؟
الحصص؟!. هكذا ببساطة؟
مَنْ طوّب الوزارات بأسمائكم؟
ومَن أورثكم إياها أصلاً حتى تصبح من حصصكم؟
إنّ ما يجري لم يعد مقبولاً، وبالتالي يجب ضبط هذه الأفواه المفتوحة بشهيّات غير مسبوقة على «البلع والزلع»!
ألا ينظر هؤلاء الى ما يجري في العالم من مسؤولين كبار، ووزراء يتقدمون بالإعتذار من الشعب مقابل مجرّد هفوات، وليس أخطاء جسيمة وارتكابات مكشوفة؟!.
ألا تهزّ مشاعرهم مشاهد الناس العاجزين عن توفير اود العيش؟
ألا تعنيهم بشيء نظرة العالم إلينا، وقد بتنا موضع أسف المحبّين منهم، وتندر الآخرين، وهم يتلون علينا نصائحهم شبه اليومية بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة؟
ألا يخجلون من العجز المتمادي عن توفير التيار الكهربائي طوال 30 عاماً، تاركين الناس لقمة سائغة في أفواه ميليشيات المولدات؟!.
ألا تزكم رائحة النفايات أنوفهم… هذه النفايات التي تتراكم السنون عليها من دون حل كما تتراكم جبالها وأضرارها (الشاملة) اللامحدودة!
إنكم، يا سادة، تدفعون الناس الى الكفر بكم! فإن كنتم تدركون فتلك مصيبة، وإن كنتم لا تدركون فالمصيبة أعظم.
عوني الكعكي