Site icon IMLebanon

أهل النظام والحوار بمواجهة  أطهار الثورة والقراطيز !

يوم غد الأربعاء ٩/٩/٢٠١٥ سيملأ الفراغ السياسي والاجتماعي في لبنان، مشهدان. المشهد الأول يضم أهل النظام، ويجمعهم الى طاولة الحوار التي دعا اليها عرّاب الحوار في لبنان الرئيس نبيه بري. والمشهد الثاني يضم جمعاً حاشداً من النسيج الوطني اللبناني يطلق صيحات الغضب والاحتجاج على الممارسة الوحشية لبعض من يملك مفاتيح السلطة والتسلط شاهراً سلاحين قاتلين: الفساد والطائفية. وبين هذين المشهدين على الأرض جدار فاصل وملموس من الحديد والأسلاك الشائكة وقوى مكافحة الشغب والقوى الأمنية. ومن المفارقات، يبدو للناظر الأفقي غير المدقق، انه لا توجد جدران أخرى لا داخل المشهد الأول ولا داخل المشهد الثاني… والنظرة المسطحة تظهر أهل النظام في هذا الجانب، في مواجهة أهل من يريد اسقاط النظام في الجانب الآخر…

… لكن الحقيقة هي غير ذلك، فما بين أهل النظام جدران من الانقسام والخلافات العمودية أين منها سور الصين العظيم. وتلك الجدران هي تراكم الحجارة وصخور تم التراشق بها على مدى العقود بين شركاء السلطة ومن أبعد عنها، وبين الشركاء أنفسهم، على قاعدة ان اللصوص لم يعرفوا عندما تمت السرقة، ولكنهم فضحوا أنفسهم عندما اختلفوا على التقاسم! أما على مقلب أهل من يريد اسقاط النظام، فيبدو من خلال النظرة المسطحة نفسها، انهم من وجع الناس جاؤوا، وتوحدهم مشاعر الحرمان والقهر والظلم على أيدي فئة كاسرة من كواسر المال وجمع الثروات الفلكية بأسلوب الثراء غير المشروع… ولكن هنا أيضاً توجد أسوار غير منظورة بين فئة الاطهار من بسطاء الناس مهما بلغت درجة بعضهم، من العلم والثقافة، وقلة أخرى مندسة بينهم، متخصصة بركوب الموجات الشعبية تحت شعارات خادعة. وهذه الفئة القليلة الغادرة تلقت تدريبها ورضعت حليبها من أثداء قراطيز الاستخبارات عربية وأجنبية لتفجير المجتمعات من الداخل على قاعدة: اغيار يقتلون أغياراً!

ماذا يعني ان تنجح طاولة الحوار؟ يعني ببساطة أن تتخلى الأطراف عن مواقف العناد المبنية على الحسابات الفردية والفئوية، وان تفعل ذلك لأنها تتهيب من انفجار المجتمع الذي يطيح بالجميع: بالنظام وأهله، وكذلك بأهل المطالبين ب اسقاط النظام، ولا يبقى سوى القتل والدمار والهجرة على القوارب الغارقة في البحار! كما يعني الأمر ببساطة الا يقتل المتظاهرون أنفسهم بالصيام من اجل استقالة وزير، أو بالعناد، وأن يتحلوا بمرونة اصلاح النظام على طريقة خذ وطالب!

لا توجد كلمة قراطيز في قاموس اللغة، وعنينا بها عملاء مندسين هم أقدر من النفايات!