IMLebanon

حقائق مُرَّة… والناس صامدة

الوضع في البلد ليس على ما يرام، لا على مستوى الحوار بين الأطراف الرئيسية، ولا على المستوى السياسي ولا على المستوى الحكومي ولا على مستوى السلامة العامة ولا على مستوى البنى التحتية، ولا على أيٍّ من المستويات.

يبتعد البلد شيئاً فشيئاً عن أن يكون دولة تتمتَّع بنظام، فنحن لسنا في نظامٍ على الإطلاق، نحن في فوضى غير خلاَّقة وفي حالٍ من الإهتراء على كلِّ المستويات باستثناء بعض المستفيدين من الوضع الذي نحن فيه، وهُم وجوه وشخصيات يعرفون من أين يؤكَل كتف المنافع في كلِّ ظرف.

أيُّ قطاعٍ يعمل لنسحب كلامَنا ونعتذر عمَّا سبق؟

تُنشأ تجمعات سياسية وكأنَّ البلد لا ينقصه سوى هذا النوع من النشاط، وكأنه لا يعيش إلا على هذه التجمعات.

إذا وضعنا جدولاً بكلِّ القطاعات في لبنان، فإننا نجد أنها لا تعمل إلا بشق النفس، سواء أكانت وزارية أم سياسية أم إنمائية أم إقتصادية أم مالية أم صحية أم تربوية.

لقد بلغ الناس حدَّ الكفر بكلِّ شيء، يربطهم بوطنهم اليوم حيث ضاقت سبل الهجرة عليهم.

الحكام والمسؤولون والسياسيون لم يَعتَادوا على اجتراح الحلول بل على ابتكار المشاكل ومراكمتها، لم يحدث أن جلس لبنانيون على طاولة في لبنان ووجدوا حلاً لبنانياً، منذ نصف قرنٍ ونحن على هذا المنوال، كانت الأمور على الشكل الآتي:

إما طاولة خارج لبنان تضع الحلَّ للبنان، وإما طاولة داخل لبنان وبرعاية غير لبنانية لتضع الحل للبنان، أما إذا كانت طاولة لبنانية لأطراف لبنانية ومن دون أي رعاية خارجية، فلا حلول ولا مَن يجدون الحلول.

أليس هذا هو الواقع لطاولة الحوار التي بدأت منذ العام 2006؟

لقد مضى عليها، قبل أن تتوقف في العام 2014، ثمانية أعوام فماذا حققت؟

يُقال:

تنفيس الإحتقان، هذه بدعةٌ وليست أيَّ شيءٍ آخر، فلو لم يكن هناك قرار أكبر من لبنان بإبقاء الوضع على حالٍ منشش الستاتيكو، لكانت ألف طاولة حوار غير قادرة على تنفيس الإحتقان، ولو كان هناك قرار خارجي بضرب الإستقرار في البلد لكان نفخ الإحتقان بدل تنفيسه تحقق في لحظات.

أليس هذا ما حصل في 13 نيسان 1975 الذي إحتفلنا بذكراه أول من أمس الإثنين؟

ألم يكن قرار بتفجير البلد فانفجر البلد؟

لم يتغيَّر شيء لأنَّ شعب لبنان المقيم المصمِّمٌ على البقاء مهما كانت التحديات والظروف والملل من سياسة السياسيين.