IMLebanon

الناس بالناس والقطة بالنفاس  

 

في الوقت الذي يجتمع المجلس النيابي اللبناني لبحث مشروع الموازنة والمصادقة على قطع الحساب والانتهاء من أسطورة 11 مليار دولار وغيرها من المشاكل المالية التي هي في الحقيقة مشاكل سياسية وليست مالية بالمعنى الدقيق هذا لاننا لا نعطي براءة الذمّة لأحد، ولا نريد أن نغطي أحداً.

 

وما كان لافتاً أنّ النائب جورج عدوان وهو نائب محترم في المجلس النيابي الكريم تدخل لإنقاذ قانون الانتخاب الذي لنا موقف سلبي منه بالرغم من أنّ العهد يتفاخر بهذا الإنجاز ونحن نترك الموضوع للزمن ليقول إذا كان هذا القانون جيداً أم لا، ولكن لدينا ملاحظة بسيطة حول الذين يتهجمون على القانون الماضي، ونريد أن نعطي مثالاً واحداً وهو كيف استطاع الرئيس ميشال عون الحصول على عدد كبير من النواب بينما سقط صهره الوزير جبران باسيل مرتين بالرغم من أنه صهر رئيس التكتل وفي الوقت ذاته هو وزير… وهذا نادراً ما يحصل.

بالمناسبة بدل أن نفتخر بالحاكم الاستاذ رياض سلامة الذي حقق ما لم يحققه أي حاكم ليس في لبنان بل في العالم والذي حصل على تقدير وتكريم من كل العالم خصوصاً من أميركا ومن البنك الدولي وقرع له جرس دون جونز، وهذا نادراً ما يحصل في تاريخ هذه المؤسّسة المالية العالمية الكبرى.

ويشهد التاريخ أنه لولا وجود رياض سلامة على رأس حاكمية مصرف لبنان ضمن الظروف التي يمر بها لبنان منذ تسلمه في الأول من آب 1993 وإلى تاريخ اليوم استطاع أن يحافظ على سعر صرف الليرة وأنّ مصرف لبنان يوم تسلمه كانت الودائع فيه محدودة جداً وقد باتت اليوم مرتفعة جداً ولكن الأهم ان الاحتياطي بالعملات الأجنبية كان 240 مليون دولار وأضحى اليوم 38 ملياراً من الدولارات من دون احتساب قيمة الاحتياطي بالذهب.

والمشكلة أننا في أوقات قريبة من الانتخابات النيابية وهذه فرصة للنواب لكي يقولوا ما يريدون، فالهدف الحقيقي وراء كل كلمة تُقال في المجلس اليوم هو الانتخابات النيابية بكل ما للكلمة من معنى.

في هذا الوقت بالذات كان هناك موقف وطني وقومي مشرّف لرئيس البرلمان الكويتي مرزوق الغانم عندما تحدّث خلال المؤتمر البرلماني الدولي الذي عقد في سان بطرسبورغ في روسيا، راداً على ادعاءات المندوب الاسرائيلي (مندوب الكنيست) فقال:

«أولاً: أشكر اللجنة على تقديرها المحايد.

ثانياً: ما ذكره ممثل هذا البرلمان (الاسرائيلي) المحتل الغاصب، يمثل أخطر أنواع الإرهاب فهو إرهاب الدولة، هذا ما يمثله هذا الغاصب وأنا أقول له في هذه الثواني، ينطبق عليه المثل المعروف عالمياً «إن لم تستحِ فافعل ما شئت» عليك أن تحمل حقائبك وتخرج من هذه القاعة، رأيت رد فعل كل البرلمانات الشريفة في العالم، أخرج الآن من القاعة إن كان لديك ذرة من الكرامة، يا محتل، يا قاتل الأطفال».

عوني الكعكي